فداء عيتاني
لا بد من ملاحظة تغيُّر في لكنة قادة تنظيم القاعدة، ما بين الدكتور أيمن الظواهري، الذي كان ينظر إلى مقاومة حزب الله بإيجابية، وهو الذي أعلن مراراً هذا الموقف خلال حرب تموز وما تلاها، وصولاً إلى الرؤية السلبية لعمل حزب الله التي قدمها الشيخ أسامة بن لادن، الذي يرى أن حزب الله هو المسؤول عما آلت إليه الحال في الجنوب اللبناني من تكاثف انتشار القوات الدولية، أو الصليبية بحسب تعبيره.
ولا بد أيضاً من ملاحظة لكنة شابت لهجة قائد تنظيم القاعدة في بيانه الأخير الذي وجّهه على نحو رئيسي إلى العراقيين، وتطرق فيه إلى الوضع اللبناني. هذه اللكنة لبنانية صرفة، ولم يعتد التنظيم الدولي أن يحملها، ولا قائده أن يتحدث بها، إلا أنها كانت هناك، وتشبه إلى حد بعيد كلام قوى محلية معروفة.
ثلاثة تقاطعات على الأقل تصل ما بين أسامة بن لادن ولبنان، وربما هي ما حمل إلى الشيخ المختفي لهجة محلية تخدم مقولة واضحة: تعميق الهوة بين السنة والشيعة.
فداء