البقاع ـ أسامة القادري
لم يمضِ أسبوعان على جريمة القتل التي أودت بحياة أحمد قاسم الخطيب في محلة المصنع، داخل محل المغدور المخصص للصيرفة والتأمين على السيارات العابرة الى سوريا، حتى قبضت القوى الأمنية على المشتبه فيه محمد م. (مواليد 1987) من سكان بلدة جديتا.
فبنتيجة المتابعة الحثيثة للشرطة القضائية وجمعها للمعلومات والأدلة الجنائية من جهة، وإجراء تحليل للمكالمات الهاتفية من جهة أخرى، تبينت للجهات الأمنية المعطيات الآتية: مشاهدة سيارة في المكان لحظة وقوع الجريمة ثم اختفاؤها، وصدور عدة مكالمات من المنطقة الجمركية. وتبين أن الاتصالات صادرة من هاتف خلوي يعود لسيدة استدعيت للتحقيق، فذكرت أن ابنها محمد هو الذي يستعمل الهاتف عادة. على الفور ألقت القوى الأمنية القبض عليه أول من أمس، فاعترف خلال التحقيق معه بارتكاب الجريمة المذكورة.
بعد التحقيق والاعتراف، قام المشتبه فيه بتمثيل الجريمة يوم أمس. وقال خلال «التمثيل» إنه كان متوجهاً إلى سوريا يوم وقوع الجريمة، مستقلاً سيارة مرسيدس مستأجرة. ثم دخل مكتب الخطيب بهدف تأمين السيارة للسماح بدخولها إلى الأراضي السورية، بحسب ما تفرض السلطات السورية. وقد صودف أن الخطيب كان يضع أمامه بعض العملات الأجنبية والسورية. وحسب ادّعاء المشتبه فيه، فإنه وقع تحت إغراء المال، ما دفعه لرفع مسدسه من عيار 5،5 ملم من جيبه اليسرى وأطلق عياراً واحداً على رأس المغدور من مسافة 10 سنتمترات، ما أدى إلى إصابته خلف أذنه اليسرى، ثم أخذ المشتبه فيه الأموال عائداً أدراجه من دون أن يكمل مشواره.
وقد جرى تمثيل الجريمة تحت إشراف المدّعي العام الاستئنافي القاضي عبد الله بيطار وبحضوره، إضافة إلى المدعي العام القاضي عمر حمزة وآمر مفرزة البقاع القضائية المقدم ماهر الحلبي ورئيس قسم المباحث الجنائية المقدم محمود إبراهيم والرائد إدوار حداد. كما حضر عملية التمثيل ذوو المغدور، إضافة إلى عدد كبير من أهالي بلدة مجدل عنجر والمنطقة، وسط انتشار كثيف للجيش والأمن الداخلي. وقد دفعت حالة الغضب التي سيطرت على الأهالي إلى التعرض لبعض سيارات قوى الأمن، ظناً منهم أن الموقوف بداخلها، ما استدعى تدخل الجيش وإطلاق النار في الهواء من أجل تفريق الجموع.

الجامعة الأميركية توضح والسبع وريفي يهنئان
من جهة أخرى، أوضح مكتب الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة الأميركية في بيروت أن المتهم محمد م. «ليس طالباً في الجامعة، وقد تأكد ذلك بعد مراجعة سجلات الجامعة». بدوره، هنّأ وزير الداخلية والبلديات حسن السبع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وجميع الضباط والرتباء والأفراد في قوى الأمن الداخلي «الذين شاركوا أو ساهموا أو خططوا أو نفذوا عملية إلقاء القبض على مرتكب جريمة الصرّاف في بلدة مجدل عنجر وذلك بتاريخ 5-1-2008، ما أشاع جواً من الطمأنينة والراحة في نفوس المواطنين، فاستحقوا التقدير». كما نوّه ريفي بأعمال العميد أنور يحيى قائد وحدة الشرطة القضائية وجميع الضباط والرتباء والأفراد في هذه الوحدة.