strong>فاتن الحاج
بدأ طلاب الجامعة الأميركية في بيروت المرحلة الأخيرة من حملاتهم الانتخابية التي تسبق اليوم الانتخابي الجمعة المقبل. المرشحون انهمكوا أمس في «تركيب الستاندات»، و«تعليق» البرامج، لكن بحماسة أقل هذا العام عزاها البعض إلى تأجيل الانتخابات الطلابية التي كانت مقررة في 28 تشرين الثاني الماضي، وتزامن الموعد الجديد مع امتحانات نهاية الفصل. وفيما شكا البعض اختيار نهار الجمعة حيث يكون الحضور قليلاً، ما ينعكس سلباً على نسبة الاقتراع، نفت مسؤولة النشاطات الطلابية وداد الحسيني «أن يكون التوقيت مقصوداً، فالأربعاء يوم عطلة ونحتاج إلى 24 ساعة على الأقل لإنهاء التحضيرات اللوجستية، وخصوصاً أننا تأخرنا في الستاندات، فالسبب تقني ليس إلّا». ورفضت الحسيني القول إنّ اليوم الانتخابي يسبق عطلة نهاية الأسبوع الكفيلة بالتخفيف من حدة التوتر، «لأننا لدينا ملء الثقة بوعي طلابنا ولا نخاف عليهم». وأكدت الحسيني أنه ليس لدينا أية نية بالتأخير، والدليل أننا لم نرجئ الانتخابات مرة أخرى مع العلم أننا كنا نتمنى أن تجري بعد انتخاب رئيس الجمهورية، كي لا يستغل أي طرف النتائج لمصلحته. وأشارت إلى أنّ عدد المرشحين بلغ 184 طالباً يتنافسون على 95 مقعداً، علماً بأنّ 12طالباً فازوا بالتزكية.
أما بالنسبة إلى التحالفات الانتخابية، فبرز هذا العام «مشروع مستقل» وهو حملة جديدة تقوم على تحالف مجموعات مستقلة مثل بلا حدود ونادي النشاط الطلابي وبعض الطلاب المستقلين وتضم حوالى ثلاثين طالباً، فاز منهم حتى الآن حوالى عشرة طلاب بالتزكية، لغياب أي ترشيح حزبي في وجههم، على حد تعبير مسؤول نادي النشاط الطلابي أحمد النقيب، «لأول مرة تجمعنا راية واحدة»، يقول إبراهيم زهر الدين (بلا حدود).
من جهته، يخوض الحزب الشيوعي، بحسب مسؤول الجامعات الخاصة في قطاع الطلاب والشباب عطا الله سليم وحيداً ومستقلاً، وإن كان قد قرر ترك أبواب التنسيق مفتوحة مع كل قوى المعارضة في الجامعة. وقد أصدر القطاع في AUB بياناً يوزع اليوم رأى «أنّ المشكلة الأساسية تكمن في أزمة النظام السياسي الطائفي ذات المنحى التحاصصي الزبائني الذي يدفع بشبابنا إلى تبني خيارين لا ثالث لهما، فإما الاستزلام لزعامات الطوائف وأمراء الحروب، وإما الهجرة إلى الخارج». ودعا البيان الطلاب إلى تأسيس حركة طلابية ناشطة وفاعلة.
وبما أنّ الجامعة الأميركية ليست جزيرة معزولة عن الواقع السياسي اللبناني، كما يقول مسؤول التيار الوطني الحر فؤاد حويك، فإنّ أحزاب المعارضة تخوض حملاتها في كل كلية على حدة، وتولي احتراماً للخيار الثالث، بعدم إقفال اللوائح، كما تدعو طلاب الجامعة إلى التصويت للناشطين. ولفت حويك إلى «أننا حصدنا حتى الآن 7 مقاعد بالتزكية، فيما حصل توافق بيننا وبين 14 آذار على مقاعد السنة الرابعة هندسة الثلاثة (مقعدين للمعارضة مقابل مقعد واحد لـ14آذار).
مسؤول حزب الله في الجامعة علي النابلسي رأى أنّ الجو الحماسي يظهر في اليوم الانتخابي، وهو مرتبط بعمل الماكينات، وقد يكون التأخير والامتحانات سببين رئيسيين لقلة الحماسة «فالدراسة خط أحمر في الجامعة». وعن الحظوظ، قال: «هناك فرص في بعض الكليات دون أخرى»
وأكد مسؤول حركة أمل باسل بري «التزامنا التحالف مقابل سياسة التشطيب»، مشيراً إلى «أننا لا نقف عند الأرقام»، فيما أوضح مسؤول الحزب السوري القومي الاجتماعي «أننا نخوض المعركة إلى جانب تحالف المعارضة».
في المقابل، يخوض تحالف 14 آذار المعركة الانتخابية بلوائح مكتملة ما عدا السنة الأولى في كلية الآداب والعلوم، حيث يرشّح سبعة طلاب على ثمانية مقاعد. كما يستمر التحالف في حملة «students at work» في أكبر كليتين (كلية الآداب والعلوم وكلية إدارة الأعمال) حيث المعركة مسيسة على حد تعبير مسؤول منظمة الشباب التقدمي في الجامعة باسل أبو زكي. ولا يخفي أبو زكي الحديث عن حظوظهم المرتفعة هذا العام في كلية الهندسة، بعدما كانت الكلية محسوبة تاريخياً للمعارضة وتحديداً للتيار الوطني الحر.
من جهته، لفت مسؤول تيار المستقبل جاد منيمنة إلى أنّنا سعينا إلى «تحميس» الشباب لأهمية الانتخابات داخل الجامعة وخارجها، وخصوصاً أنّ العمل السياسي ينتهي في اليوم الانتخابي، ليبدأ في اليوم التالي العمل النقابي. وأعلن منيمنة أنّ هناك خمسة مقاعد للمعارضة واثنين لـ14آذار فازت بالتزكية.