البدّاوي ـ عبد الكافي الصمد
في حادثة هي الأولى من نوعها، أحرق مجهولون ليل أول من أمس الثلاثاء مستودعات مكتب الخدمات الاجتماعية التابع لحركة «حماس»، الواقعة على مقربة من المدارس المؤقتة التي أنشأتها وكالة الأونروا أخيراً في مخيّم البدّاوي، الذي من خلاله يُزوَّد أهالي مخيّم نهر البارد والنّازحون بالمساعدات الغذائية والطبّية.
وقد اندلعت النّيران في المستودعات المكوّنة من خمسة «كاراجات» موجودة في أسفل إحدى البنايات، ما أدّى إلى احتراق قسم من محتوياتها من الألبسة والمواد الغذائية والبطانيات، تدخلت على إثره عناصر الإطفاء وعملت بالتعاون مع الأهالي على إخماد النيران، في الوقت الذي باشرت فيه الجهات الأمنية الفلسطينية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث.
وفضّلت مصادر في «حماس» عدم توجيه اتهام إلى أحد، نظراً «لعدم وجود أدّلة، وحتى لا يسبب ذلك تأزيم العلاقات بين الفصائل الفلسطينية، لأنّ رمي التهم جزافاً قد يُسهم في تسميم الأجواء، وهذا ما نرفضه، وخصوصاً أنّ هناك قراراً داخلياً بين الفصائل الفلسطينية كافة، يشدّد على عدم الإخلال بالأمن داخل المخيّم مهما كانت الظروف
والمبرّرات».
إلا أنّ المصادر أوضحت لـ«الأخبار» أنّ «المعطيات الأولية تدلّ على أنّ الحريق متعمّد، وخصوصاً أنّ المعتدي صبّ كمية من البنزين داخل المستودعات من خلال نافذة صغيرة تشرف عليها، لكنّ تبلّل موجودات المستودعات نتيجة تسرّب المياه إليها، قلّل من الخسائر».
مسؤول الحركة في الشّمال جمال شهابي أشار إلى «الأخبار» بأنّه «فوجئنا باندلاع النيران في أحد المستودعات الرئيسية بفعل مخرّبين، وذلك عبر صبّ مواد مشتعلة داخل المخازن، ما سبّب حريقاً أتى على قسم من المحتويات التي كانت بداخله من الألبسة والمواد الغذائية، وقد تدخلت العناية الإلهية ومنعت حصول كارثة بعدما شعر الأهالي الذين سارعوا بالتعاون مع عناصر الإطفاء إلى إخماد النيران ومحاصرتها قبل أن تمتد إلى المنازل المجاورة، لكون المخازن تحتوي على مواد قابلة للاشتعال».
ورأى الشهابي أنّ هذا «الاعتداء يستهدف بالدرجة الأولى أمن المخيّم، والنّازحين الذين يستفيدون من التقديمات والمساعدات التي تُجَمَّع بداخله، تمهيداً لتوزيعها عليهم»، لافتاً إلى أنّه «وقعت اعتداءات على مقار الحركة من قبل في المخيّم، لكنّ هذا الاعتداء تمّ بطريقة مباشرة، ونحن لا نتهم أحداً، وهناك تحقيقات باشرت بها الجهات الأمنية في المخيّم لكشف الفاعلين».