strong>حاضر مدير مكتب «الجزيرة» في بيروت، الإعلامي غسان بن جدو، عن «الإعلام العربي: واقع وتحديات». ورأى بن جدو أن الإعلام الخارجي الناطق باللغة العربية لم يعد مؤثراً بسبب تطور الإعلام العربي، وارتباط وسائل الإعلام الأجنبية بالممول وأجندته السياسية
استضاف طلاب صف العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة، الإعلامي غسان بن جدو في قاعة محاضرات الجامعة في زوق مصبح. قدّم الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان للمحاضر، واصفاً إياه بـ«النجم بلا منازع»، مشيراً إلى أنه نموذج إعلامي راقٍ.
من جهته، رأى رئيس قسم الإعلام في الجامعة، الدكتور جوزف عجمي، أن بن جدو «واحة من الصدقية والحقيقة، وهو أحد أعمدة الصحافة العربية، ولا نزال نستند إليه ونثق بما يقول وينقل بكل طاقاته الصورة الشاملة والواسعة من دون أن يهمل التفاصيل والأشخاص».
بن جدو استهل محاضرته بالحديث عن الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون ومدى تأثير كل منها، لافتاً إلى أن التأثير الأقوى هو للتلفزيون، تليه الصحيفة ثم الإذاعة نظراً لإمكان توثيق القارئ لها واعتماد أصحاب القرار عليها في تصريحاتهم. وأشار بن جدو إلى «أن لبنان هو بلد استثنائي في كل شيء، بما فيه التسريبات الصحافية التي قد تكون الأبرز بامتياز». وأشار إلى أن عدداً من المحطات الأجنبية التلفزيونية أصبحت تنطق باللغة العربية، وهذا دليل على أن الساحة العربية أصبحت ساحة استراتيجية بامتياز.
ورأى أن الإعلام الخارجي الناطق باللغة العربية لم يعد مؤثراً بسبب تطور الإعلام العربي، وارتباط وسائل الإعلام الأجنبية بالممول الحاكم وأجندته السياسية والرسمية. ولفت إلى أنه مع الإعلام الواقع، لا الإعلام الواقعي أو البروباغندا أو التعتيم، موضحاً أنه أصبح متفهماً للإعلام المسؤول. وقسّم بن جدو وسائل الإعلام إلى رسمية وشبه رسمية ومستقلة وتجارية وحزبية، فيما لا تشهد البلدان العربية الّا الإعلام الرسمي أو شبه الرسمي. وتطرق بن جدو إلى التراجع المستمر للإعلام الرسمي وشبه الرسمي من حيث الحضور والتأثير والصدقية، وهذا ما يعزز الفضائيات التي هي في تقدم وصعود مستمر على رغم مواجهتها بعض المخاطر والتحديات، وأبرزها: سطوة الحاكم، بحيث يأتي الخطر من صاحب القرار الفعلي الذي هو اليوم رجل الأمن، إضافة إلى تقلص عنصر المهنية والصدقية التي ربطها بن جدو بدخول الكثيرين إلى المهنة من دون الحصول على إجازة أو الخضوع لدورات تدريبية، ورأى أنه يجب عدم السماح لأي كان بممارسة هذه المهنة، فالدخلاء على المهنة هم وراء تدني مستواها، فضلاً عن الغرور والرضى بالذات والموجود وتدني مستوى العنصر البشري، أي الصحافي. وقال إن الإعلام العربي يفتقر إلى الإمكانات المالية، مقارنة مع الإعلام الأجنبي، مشيراً إلى أنّ ذلك عائق أمام التطور، إذ لا يكفي أن يكون لدينا صحافيون محترفون. وأكد أن ما حصل في حرب تموز جعل من الإعلام العربي رائداً في جرأته وصدقيته رغم إمكاناته المتواضعة. وأعرب عن تخوفه على مستقبل الإعلام في لبنان، لأن «الثقافة السياسية الموجودة في لبنان الآن ليست ثقافة سياسية لبنانية ولا تليق بلبنان، وإذا استمرت فستكون هناك كارثة».
كما رأى بن جدو «أن الإعلام يتناغم مع صعود أو هبوط المستوى السياسي والثقافي العام في البلاد العربية، كما أن تأثيره مرتبط بما للعواصم العربية من دور وحضور وتأثير»، لافتاً إلى ضحالة الدور العربي خارجياً، مقارنة بأميركا أو إيران أو تركيا أو فرنسا. وأضاف: «هناك عواصم عربية لها تأثير وحضور خارجي كالسعودية وسوريا، رغم ضعف إعلامها داخلياً». ورأى أن في لبنان حراكاً داخلياً وتأثيراً من الخارج وحضوراً دولياً، كما أنّ هناك صناعة صحافية، وتقنية معتبرة، وحضوراً ثقافياً وفنياً، وعاملاً أمنياً لافتاً.
وكان بن جدو قد أجاب عن أسئلة الطلاب التي تمحورت حول حرب تموز 2006 وحرب مخيم نهر البارد وكيفية تعاطي الجزيرة مع الحرب. وأوضح بن جدو أن المحطة قررت متابعة الموضوع من الجوانب العسكرية، السياسية، والإنسانية، فكان هناك توازن في نقل الخبر مقابل إعلام البروباغاندا المبالغ فيه، كما رأى أنّ مسؤولية الإسهام في النهضة السياسية تقع على عاتق الإعلاميين.
(وطنية)