strong>نادر فوز
ينتظر اللبنانيون، سياسيين ومواطنين عاديين، وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم إلى بيروت لاستكمال ما نصّت عليه المبادرة التي صدرت أخيراً عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية. ورغم اعتراف جميع الأفرقاء بإيجابية الخطوة العربية الأخيرة، لا تزال المبادرة تواجه بتفسيرات وتأويلات متضاربة، ما يرشحها كسابقاتها لأن تصبح أداة لتقطيع الوقت حتى «فتح الأبواب على كل الاحتمالات».
وفي الساعات الأخيرة قبل وصول الموفد العربي، يبدي فكّا الكمّاشة السياسية اللبنانية استعدادهما لمناقشة المبادرة الإنقاذية، في ظلّ تشبّث واضح بالمواقف والحقوق السابقة لكلا الطرفين، كل كما يراها. وفي هذا الإطار، أشار أحد نواب تيار المستقبل إلى أنه في حال فشل «الجولة الإنقاذية الحالية، سننتظر حتى الاجتماع العربي المقبل في 27 الجاري»، ورأى «أننا في انتظار موقف عربي أكثر وضوحاً، وضغط على المعارضة».
وأعاد عضو كتلة الإصلاح والتغيير، النائب عباس هاشم، التأكيد أنّ هذه المبادرة «حاجة ضرورية» رغم كونها «مجموعة نقاط عامة لا يمكن لبنانياً أن يعترض عليها». وأعلن هاشم ترحيب المعارضة، الممثلة بالعماد عون، بكل مسعى جدّي يساعد اللبنانيين في حلّ الألغاز، مبدياً استعداد المعارضة لسماع «تثبيت منطق الشراكة الكاملة». وعن المحادثات المنتظرة مع الأمين العام للجامعة العربية، شدّد نائب جبيل على أنّ القوى المتكتلة خارج مشروع السلطة ستحرص على تأمين كل الإجراءات الهادئة لأية مبادرة. وإلى إيجابية موقفه من المبادرة، قال هاشم إن التحرك المعارض الذي كان قيد التداول الأسبوع الماضي لا يزال يدرس بجدية مع التحوّط لاحتمال «أن تقدم الحكومة على عمل استفزازي» بعد أن يتبيّن أن موقف السلطة من الحوار ليس سوى فصل من فصول تمديد الأزمة.
من جهته، أكّد عضو كتلة المستقبل النيابية، مصطفى علّوش أنّ قوى الأكثرية ستسمع شرح الأمين العام «الذي يترجم عملياً التفاهمات التي حصلت برعايته خلال اجتماعات مغلقة في القاهرة». وقال علوش إن الأكثرية النيابية ملتزمة الموقف العربي، وإن رئيس كتلة التغيير والإصلاح النائب مشيال عون فهم المبادرة كما فهمتها القوى الداعمة للحكومة، وإذا بـ«العماد عون يطرح فجأة تحليلاً آخر ليرمي ظلال الشكّ على البنود والمبادرة بشكل عام». وأعرب علّوش عن عدم تفاؤله بنتائج زيارة موسى، وأن «الرئيس بري سيوافق على المبادرة، بينما سيرفضها العماد عون، فيما سيسجّل حزب الله تحفّظاً عنها» في إشارة إلى تقسيم أدوار بين أطراف المعارضة.
أما نائب تيار المستقبل محمد الحجار، فقد رأى أيضاً أنه يجب الاحتكام إلى ما سيقوله موسى في ظل انتظار ردّ المعارضة على المحاور العربي. ويبدو الموقف الإيجابي من زيارة موسى واضحاً في خطاب الحجار، إذ يذكر وجود بعض العراقيل، ليعود ويقول: «نأمل أن نكون مخطئين في ما يتعلق بوجود هذه العقبات، لننتخب رئيساً نهار السبت المقبل».