فداء عيتاني
انتهت نعمة حكم لبنان بأيدي اللبنانيين، وثروة الديموقراطية التوافقية جفّت، وشعار «لبناني مئة بالمئة» وضع في المخزن بانتظار أيام أفضل، واليوم سيصل موفد اجتماع وزراء الخارجية العرب، الأمين العام لجامعة الدول العربية ليفرض الإرادة العربية على المجتمع اللبناني القاصر، الذي أثبتت قوى 14 آذار تقصيره وقصوره عبر فشلها المتكرر. لا شك في أن عمرو موسى يعلم كيف يرقّص الأفعى على أنغام الناي، إلا أنه لم يتمكن في زيارته السابقة من الوصول إلى نتائج ذات قيمة مع زعماء الطوائف في وطن الأرز، وهو في كل الأحوال سيدخل من الباب الخاطئ، كما هي العادة، إذ سيطرح على المعارضة مطالب سبق أن أعلنت رفضها لها حين قدمها الموفد الفرنسي، وسيبقى أمام موسى التشاؤل مجدداً كما في المرة الأخيرة.
السؤال ليس عمّا سيقوم به عمرو موسى، بل عن إمكان حكم المعارضة للبنان، ولو شراكة مع الأكثرية. هذا في حال قيام المعارضة بما تنوي القيام به. والسؤال أيضاً عن إمكان تجاوزها للفشل الذي ضرب قوة 14 آذار بعد الخروج السوري من لبنان.