تاريخي ومصيريةالأول هو اجتماع وزراء الخارجية العرب، والثانية هي القرارات المنبثقة عنه، حسبما قال الرئيس رشيد الصلح، الذي أمل «أن يتبع ذلك تنفيذ عاجل لإنهاء المأساة اللبنانية». وتمنى «على القيادات اللبنانية تجاوز كل العقبات، والعمل على توحيد موقفها وتنفيذ القرارات العربية بسرعة وجدية، حفاظاً على دورها في خدمة بلدها والعمل عى إعادة اللحمة إليه وإزالة كل المتاعب عن اللبنانيين في بلدهم أو في خارج بلدهم».

لا يريد أن يكون كالنعاج
ولذلك فإن لبنان، في رأي المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، لا يزال في الموقع «المعرَّض والمهدَّد دائماً لأنه قال: «لا» لإسرائيل»، لكنه أكد «أنه سيبقى موحّداً شعباً وأرضاً»، داعياً الجميع «إلى وقف الخطابات المتشنجة والمواقف التحريضية، والعودة إلى لغة العقل والحكمة والتروّي، وتهيئة المناخات التي تسهّل عملية إنضاج الحل الذي يستحقّه اللبنانيون، ويكون على قدر آمال المقاومين الذين لم يستشهدوا إلا من أجل وحدة هذا البلد وكرمى لعزته ولسيادته لا لأي هدف آخر».

للبنان لا لمنطقة أو شارع وحيّ
نصيحة وجّهها رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، إثر لقائه أمس رئيسي حزبي الاتحاد عبد الرحيم مراد و«القومي» علي قانصو، للنائب سعد الحريري، بأنه «إذا كان يريد خوض معركة سياسية ولديه نية أن يكون رئيساً للحكومة (فعليه) أن يعرف أن رئيس الوزراء هو رئيس وزراء لبنان وليس رئيس وزراء منطقة أو شارع وحيّ»، داعياً إياه إلى «أن يتعاطى مع جميع الأطراف من دون تمييز».

وضع الزيت على النار
يمكن تفاديه إذا عملت الأجهزة الرسمية بنصيحة رئيس «التجمع الشعبي العكاري» وجيه البعريني، واتخذت «قراراً جريئاً يساوي بين جميع الأفرقاء ويمنع تعليق الصور واللافتات التي تتخذ الطابع السياسي في هذه المرحلة». وحذّر البعريني من «الاستمرار في سياسة التعبئة الشعبية خلف الشعارات المذهبية»، لافتاً إلى «أن الوضع في الأحياء والشوارع لا يحتمل أي شكل من أشكال الاستفزاز».

شيطان التفاصيل
دعت الرابطة المارونية إلى عدم تحويله إلى عائق «في وجه استكمال دورة الحل وتمامه، لأنه لا يحق لأي طرف لبناني أن يعبث بآمال وتطلعات شعب بكامله أنهكته التجاوزات والخلافات على أنواعها، وبات ينتظر بفارغ الصبر هبوب رياح الأمل». ورأت أن «الإجماع العربي (الذي) تجلّى في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، يجب أن يقابَل بإجماع لبناني مماثل»، مهيبة بالجميع «أن يتعاطوا إيجاباً مع زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المرتقبة إلى لبنان، وأن يتعاونوا معه بإخلاص لوضع بنود الحل العربي موضع التنفيذ وبأفضل الصيغ الممكنة».

مع أنه حمّال أوجه
فإن رئيس ندوة العمل الوطني عبد الحميد فاخوري، رأى في بيان القاهرة «خرقاً نوعياً لانسداد أفق الحل السياسي وانقطاع الحوار الداخلي». وقال إن التوافق على بنوده «أمر يمكن تحقيقه، بل يجب تحقيقه، إذا حسنت نوايا الأفرقاء المعنيين وجرى تقديم التنازلات الضرورية لتحقيق المصلحة العليا للوطن»، مشدّداً على «أن التسوية السياسية هي الطريق الوحيد الذي يجب سلوكه للوصول إلى حلّ عادل للأزمة».

جيدة ولكنها جاءت متأخرة
هي المبادرة العربية، بحسب رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، مع أنه رأى أن شروطها «ليست تعجيزية» ويمكن أن تؤدي إلى حلّ الأزمة «إذا أراد اللبنانيون، وسوريا من خلال حلفائها في لبنان، النجاح لهذا المسعى»، ولوّح بأنه لن يرضى عن تهميش الحزب في الحكومة المقبلة.
ووصف المعارضة بـ«الكاذبة»، وهاجم النائب ميشال عون «الذي يزمّر أكثر من أي وقت مضى ونراه يجاهر بقبوله كل الحلول المطروحة مقابل وضعه شروطاً تعجيزية
مسبقة».