نادر فوز
أعادت تصريحات النائب ميشال المرّ إثر زيارته الأخيرة للرئيس برّي، طرح جديّة علاقة وزير الداخلية الأسبق بكتلة التغيير والإصلاح النيابية ورئيسها العماد عون الذي يجمعه والمرّ تحالف سياسي وانتخابي منذ الانتخابات النيابية عام 2005. وتحدثت أوساط متنية عن احتجاجات لدى المر على أداء عون في محطات سياسية عديدة منها الانتخابات الفرعية، اللقاء بين العماد والرئيس الأسبق أمين الجميّل في منزل طرف ثالث، إضافة إلى مواقف كتلة الإصلاح والتغيير من قضايا عديدة، وآلية الخروج من الأزمة.
ورأى المسؤول في التيار الوطني الحرّ آلان عون أنّ معالجة موضوع التحالف ما بين الطرفين تعود إلى كتلة التغيير والإصلاح والعماد عون من جهة والنائب المرّ من جهة أخرى. وشدّد على تنوّع كتلة التيار النيابية، مشيراً إلى ضرورة التزام أفرادها قراراتها، وأنّ كل العلاقات قابلة للتطور، مؤكداً أنّ التحالف القائم ليس انتخابياً، بل «على أساس برنامج وتصوّر سياسيين»، شأنه شأن باقي التحالفات حالياً أو في المستقبل.
ورأت إحدى الشخصيات المطّلعة على الأجواء السياسية في المتن أن مشكلة المرّ ليست مع عون، بل «مع بعض نواب التيار في المنطقة الذين أقنعوا رئيسهم بخوض المعركة الانتخابية وزجّ المرّ فيها»، مشيراً إلى أن الأخير كان يعتقد أن معركة كهذه ليست ضرورية ونتائجها غير مضمونة.
وفي مقابل زجّه في هذه المبارزة، لفتت الشخصية إلى أنّ ماكنة المرّ الانتخابية لم تعمل كعادتها فـ«دخلت المعركة في اليومين الأخيرين قبل الاستحقاق»، كذلك أطلق المرّ حريّة الاختيار لمناصريه ذوي الأصول الكتائبية، مما أدى إلى سقوط صيغة الكتلة الناخبة «المريّة» في الاتجاهين. وفي مقابل «كتائبيي المرّ»، أكد المتحدث وجود ما يسمى «عونيي المرّ» بين أنصاره، و«هي كتلة كبيرة لا يجري الحديث عنها بسبب عدم مجاهرتها بمواقفها السياسية»، وكذلك بسبب حرص أفرادها على الخدمات التي يقدمها زعيم الكتلة الراجحة في المتن. ورأت هذه الشخصية المقرّبة من المرّ أنّ «مجرد جلوس الأخير إلى يمين العماد خضّة نفسية للوزير السابق» بعدما كان يسيطر تماماً على المتن ويجمع عشرات النواب حوله ووراءه. وعن التحالف، قالت الشخصية إن العلاقة قائمة «ولو أراد أي من الطرفين فك الارتباط لكان فعل في مناسبات عديدة».
وعن لقاء عون والجميّل، قال ناشر مجلة «صوت المتن»، داني حداد، إن المر استنكر وقتها عدم إطلاعه على الأمر، خاصة بعد تدهور العلاقة بين الجميّل وحزب الطاشناق الحليف الأول للمرّ. ورأى حداد أنّ دعم المرّ وصول العماد سليمان للرئاسة يمكن أن يضمن استمرار الوزير إلياس المرّ في منصبه أو حتى استعادته لوزارة الداخلية، وإمكان تتويج الوزير الابن رجل العهد المقبل على الجبهة المسيحية. ولفت حداد إلى أن المرّ الأب كان رجل العهد خلال ولاية الرئيس الهراوي، مثلما عد المرّ الابن رجل العهد مع بداية حكم الرئيس لحود.