بيت عنيا ــ رندلى جبور
«لأننا لا نملك الحقيقة وحدنا ولأن الآخر ليس دائماً على خطأ»، عنوان يتصدّر أجندة لجنة الإعلام في التيار الوطني الحر للعام الجديد، وأدوات تنفيذه عناوين فرعية ثلاثة تعهّد أعضاء اللجنة الالتزام بها في خلوة خاصة في «بيت عنيا ـــــ حريصا» استمرت اثنتي عشرة ساعة وهي: النقد الذاتي والانفتاح على الآخر وتطوير المعرفة.
فحزب التيار الوطني الحر المولود من رحم حركة نضالية غير منظمة تنظيماً حزبياً، بدأ يعدّل في بوصلته التنظيمية، وناشطو التيار «الهواة» ينتقلون إلى ارتداء ثوب «المحازبين الملتزمين» مع قلة خبرة في العمل الحزبي والكثير منها في العمل الوطني النضالي، واللجان والهيئات في الحزب تمخّضت في مرحلة تجريبية قياسية وتحاول «القفز نوعياً» من المخاض إلى الولادة دون جراحات قيصرية.
هذه الصورة العامة كانت واضحة في خلوة لجنة الإعلام، وكأن الحلقات في هذا «النهار الطويل» تصبّ في خانة العناوين الفرعية الثلاثة المذكورة لتخدم الصورة الثلاثية وتطلق السنة الجديدة عبر برنامج واضح ومفصّل من أجل تطوير عمل اللجنة خصوصاً وتنظيم الحزب عموماً.
وفي إطار «تطوير المعرفة» افتتحت الجلسة الأولى تحت عنوان «فن التواصل» وقد أدارها اختصاصي في الموضوع، لتضع حجر الأساس في عمارة كيفية تعاطي أعضاء اللجنة داخلها ومع الخارجَين القريب والبعيد، وصار وضع الإصبع على جروح لبنانية ثلاثة تنبغي معالجتها هي: التسييس الكثير في ظل غياب الثقافة السياسية، التواصل الكثيف مع غياب في الثقافة التواصلية، وعمل الإعلام على التحريك الغرائزي لا على التأثير العقلاني. ومن هذا المنطلق أرادت لجنة الإعلام تطوير العلاقة مع وسائل الإعلام والإعلاميين التي لا تزال ضعيفة، من خلال عقد لقاءات دورية معهم على اختلاف الانتماءات والتطلعات.
كيفية معالجة الخبر «بأكثر موضوعية ممكنة» كانت حلقة أساسية في الخلوة بغية تحاشي الوقوع في الأخطاء، وخصوصاً أن أعضاء اللجنة الآتين من كل المناطق اللبنانية الساحلية والجبلية والداخلية، ليسوا جميعاً خريجي إعلام، وقد وضع صحافي بارز في صحيفة محلية موالية قواعد عامة تمّت مناقشتها قبل تقويم عمل مختلف الوسائل الإعلامية اللبنانية بدءاً بوسائل التيار الوطني والوسائل المعارضة وصولاً إلى الموالية منها ولم تكن أي منها، «منزّهة عن الأخطاء الكثيرة» التي تقع فيها بسبب اصطفافاتها السياسية.
واستمر التقويم في الحلقة الثالثة تحت عنوان «التحليل السياسي» أدارها محلل لبناني فرانكوفوني.
أمّا في الشق الأكثر حساسية وأهمية، فقد فتحت الأوراق على نقد ذاتي يضع على طاولة النقاش الأخطاء والمخاوف والهواجس التي يقع فيها العونيون ولا سيما منهم أعضاء لجنة الإعلام الذين تبادلوا هذا النقد مساءً مع أعضاء اللجنة المركزية في التيار لتكون الديموقراطية سمة بارزة في «الحزب الحديث»، الذي يؤمن بأن «النقد الذاتي طريق من طرق الإصلاح والتقدم»، فيما عدم الاعتراف بالخطأ والاستمرار فيه يؤديان إلى التقهقر والانحسار والموت.
وفي اللائحة السوداء التي قررت لجنة الإعلام وضعها مشكلات مختلفة، مثل غيا ب التنسيق والخلل في التواصل مع الإعلام والمشكلات المادية والبطء في التزويد بالمعطيات والأخبار وعدم بلوغ مرحلة التنظيم النهائي.
رغم أن المشكلة قد لا تكمن في أعضاء اللجنة إنما في «الأحداث العامة في لبنان التي لم تترك مجالاً كافياً للتفرغ في ترتيب البيت الداخلي الذي بني حديثاً»، فإن بعض العمل المنظم قد يكون كفيلاً «تدفق المياه من دون حجار عثرة».
وفي تفاصيل الأخطاء، فإن خطة العمل المشتركة بين مختلف وسائل الإعلام التابعة للتيار الوطني الحر، وخصوصاً بين تلفزيون اوتي في وكل من إذاعة صوت الغد والموقع الرسمي للتيار tayyar.org لم توضع بعد، كما أن اللقاءات بين إعلاميي التيار ونواب تكتل التغيير والإصلاح قليلة وتحتاج إلى تنشيط.