أطلق أساتذة ومعلمو الثانويات والمدارس الرسمية صرخة إلى المسؤولين احتجاجاً على تأخير مستحقات صناديق المدارس عن العام الدراسي 2007ـــــ 2008 ثلاثة أشهر، ولا سيما أنّ الأموال موجودة، بعدما تكفّلت المملكة العربية السعودية بدفع الرسوم. وفيما استغرب الأساتذة والمعلمون الحديث عن إمكان دفع مستحقات لمحافظات دون أخرى، أعلنوا أنهم سيتحركون باتجاه وزير التربية والتعليم العالي خالد قباني الأربعاء المقبل، لمطالبته بحل المشكلة.وتبدو المشكلة أكثر بروزاً في المناطق الجبلية والريفية في البقاع وجرود عكار وغيرهما، حيث يعاني التلامذة وأفراد الهيئة التعليمية البرد القارس، بحيث يتعذّر شراء المازوت، بسبب الأزمة الحادة للمحروقات. ويصل الأمر في بعض المدارس إلى حد الطلب من التلامذة إحضار كميات من المازوت، في وقت لا يقوى الأهالي على دفع رسم مجلس الأهل الذي يتراوح بين 10 آلاف و50 ألف ليرة لبنانية.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس رابطة المعلمين الرسميين في البقاع، حمود الموسوي، أنّ الأوضاع الاقتصادية المزرية للناس حالت دون استيفاء معظم رسوم صناديق مجالس الأهل، على رغم رمزية الرسوم. ويلفت الموسوي إلى «أننا بتنا نحتاج إلى مليوني ليرة لتأمين 2000 ليتر من المازوت، بعدما كانت التكلفة في السابق مليون ليرة، أي ضعفي الأسعار الماضية».
من جهته، شرح الأستاذ في متوسطة دير غزال في البقاع، جورج عبدو، معاناة المدرسة غير القادرة على توفير التدفئة في 12 قاعة، مشيراً إلى «أننا اشترينا المازوت بالغالون». وطالب عبدو باحتضان التحرك من القوى المدنية والمجتمعية والسياسية.
وكان أعضاء المجلس المركزي لرابطات المعلمين الرسميين في لبنان ورابطة أساتذة التعليم الثانوي عقدوا اجتماعاً، في مقره في الأونيسكو، بحثوا خلاله الأوضاع المزرية التي تعانيها صناديق المدارس الرسمية الثانوية والمتوسطة والابتدائية بسبب أوضاعها المالية. وتحدث المجتمعون عن الصناديق الفارغة بالكامل، في ظل الغلاء الرهيب الذي طال الحاجات الأساسية للمدرسة، بدءاً بكلفة مواد التنظيف وأجور الخدم والهاتف والكهرباء والمياه، وضرورة تأمين القرطاسية، وصولاً إلى مختلف أنواع أدوات التدريس الضرورية للقيام بأي عملية تربوية وتعليمية في المدارس، وهي أمور مشتركة بين جميع المدارس على جميع الأراضي اللبنانية.
كذلك ناقش المعلمون أوضاع المدارس الواقعة في المناطق الجبلية والريفية، حيث يعاني التلامذة وأفراد الهيئة التعليمية البرد القارس، بسبب الأزمة الحادة للمحروقات، الأمر الذي يؤدي إلى إقفالها أو إيقافها عن العمل.
وتتساءل رئيسة رابطة المعلمين الرسميين في بيروت، عايدة الخطيب، عما إذا كانت هناك خطة غير معلنة للقضاء على المدرسة الرسمية، والتعليم الرسمي الذي هو المجال الوحيد لتكريس الوحدة الوطنية.
وتساءل المجتمعون، في بيان أصدروه، أمس، عن سبب التأخير في صرف مستحقات المدارس، علماً بأن هناك هبة قدمت منذ مطلع العام الدراسي 2007 ـــــ 2008. وقالت: «هل المقصود من هذه الممارسات دفعنا للنزول إلى الشارع، وخصوصاً أنّ مستحقات المدارس عن عام 2005 ـــــ 2006لم تدفع، ولا نعرف أين ذهبت؟».
ولوّح المجتمعون باللجوء إلى الخطوات التصعيدية لمعالجة الواقع المأساوي، إذا لم تعالج الأمور بالسرعة القصوى.
(الأخبار)