زحلة ــ نيبال الحايك
يرى المخرج السينمائي اللبناني جان شمعون أنّ الحركة الطلابية في معظم الجامعات والمعاهد اللبنانية تعيش جموداً تاماً، فتغيب البرامج والهموم الطلابية المشتركة، والتضامن الذي يكفل بناء مجتمع موحد. ويوضح شمعون «أنّ الحركة اليوم مشتتة إلى حركات عدة، وما نشهده من تضامن في ما بينها مزيف وغير ديموقراطي».
ويشير شمعون، في دردشة مع «الأخبار» إلى أنّ الطلاب اللبنانيين يسهمون في صناعة الأزمة السياسية اللبنانية، والانقسام الأهلي والحزبي، بينما كانوا في فترة السبعينيات يملكون برامج سياسية وجامعية تعني الطلاب والمجتمع اللبناني، بصرف النظر عن هويتهم السياسية والطائفية. ويلفت إلى أنّ أفكار الطلاب في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية كانت أكثر تبلوراً ووضوحاً، ونشاطاتهم أكثر وطنية، فلا تصب في مصالح القوى والأحزاب الطائفية والمذهبية.
ويقول: «ثم إنني لا ألمس في الطلاب الجامعيين حس المغامرة والتعاطف، على الأقل، في ما بينهم، فأصبح كل طالب على حدة، يمشي وراء طائفته ومرؤوسيه من «الطوائفيين»، متجاهلاً مصلحته الوطنية كطالب وعنصر فاعل في بناء مجتمع خالٍ من الأمراض الطائفية والمذهبية. ويضيف: «المطلوب أن تؤدي الحركة الطلابية في الجامعات، ولا سيما في الجامعة اللبنانية، دورها الحقيقي، في ظل طغيان الهيئات الحزبية التي لا تنطق باسم هموم الطلاب السياسية»، داعياً الطلاب إلى أن «يتوحدوا ويطلقوا حركة تغيير بعيدة عن اللغة الطائفية والمذهبية وما سببته من ويلات على الوطن والإنسان».
وكان المخرج شمعون قد ناقش مع طلاب وأساتذة معهد العلوم الاجتماعية ـــــ الفرع الرابع في الجامعة اللبنانية ـــــ زحلة فيلمه التسجيلي «رهينة الانتظار». وأوضح أنّ الفيلم ركز على الجنوب والمآسي التي تعرض لها الشعب اللبناني الذي لا يزال رهينة الانتظار والحرب والدمار، مؤكداً أنّ عزيمة اللبنانيين في بناء ما دمّره العدو تبقى أقوى من كل آلات الحرب الإسرائيلية. وقد نظّم اللقاء جمعية لبنان الموحد ومجلس الطلاب في المعهد.