149; عون لا يخشى من الفراغ وفيلتمان ينتقد «إقفال المجلس النيابي» متسلحاً بالأمل ودعاء المرجعيات الروحية لإنجاح مهمته، جال الأمين العام لجامعة الدول العربية على المسؤولين والقادة لعرض الخطة العربية لحل الأزمة، محذراً من أن لبنان هو في وضع الساعة الحادية عشرة للتدليل على خطورته

تحاشى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخوض في تفاصيل وآليات خريطة الطريق العربية لحل الأزمة اللبنانية، رافضاً إعطاء تفسيرات لها. ورأى أن «الحل لا يحتاج إلى معجزة»، لكنه لم يستطع إخفاء الصعوبات التي وجدها «في كل مكان».
وكان موسى، يرافقه مدير مكتبه السفير هشام يوسف، قد التقى في اليومين الماضيين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الرئيس أمين الجميّل، وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، والنواب سعد الحريري، ميشال عون، وليد جنبلاط، البطريرك الماروني نصر الله صفير، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقائد الجيش العماد ميشال سليمان.
وحذر موسى في تصريحات له من «أن لبنان في خطر، لكن إنقاذه ممكن وهو مسؤولية لبنانية في المقام الأول، ومسؤولية عربية أيضاً، وكلنا تفاؤل وأمل»، مشيراً إلى أن «الصعوبات تكمن في كل الأركان، ونحن نحاول كنسها»، لكنه أشار إلى أن عدد العراقيل قليل.
ولم يشأ الرد على سؤال يتعلق بشكل وعدد الوزراء في الحكومة المقبلة في حال تأليفها، موضحاً أنه لا يحب كلمة «الثلث المعطل لأنها كلمة سلبية لا يمكن فهمها ولا التعايش معها»، وأشار إلى أن قرار الجامعة العربية «يقوم على فورية انتخاب الرئيس وتأليف الحكومة طبقاً لما هو متعارف عليه في العرف والدستور، شرط أن لا يكون هناك استئثار ولا تعطيل»، مؤكداً أنه لم ير من المعارضة اعتراضاً على المبادرة.
وعن تفسيره للمبادرة، قال: «ليس لديّ قاموس تفسيري، فالمبادرة واضحة، ومن يرد أن يفهمها فليفهمها، ولا يمكن لأحد أن يفسر «على ذوقه». فهناك المصلحة اللبنانية، وهناك الموقف العربي»، لافتاً إلى أن «المصلحة اللبنانية ليست مجالاً للدردشة وللتفسيرات المختلفة وضياع الوقت، لأن لبنان هو في وضع الساعة الحادية عشرة»، ورأى «أن الخروج من الوضع الحالي لا يحتاج إلى معجزة».
ووصف كلام بري بأن الأزمة تحتاج إلى توافق عربي بأنه صحيح، موضحاً أنه قد تم هذا التوافق على هذه المبادرة، بما في ذلك سوريا.
ووصف موسى لقاءه بالعماد عون بأنه إيجابي جداً، مشيراً إلى أن الضمانات توُجِد نفسها والوضع لا يزال في مرحلة تكوين توافق نهائي.
وكان العماد عون قد أكد خلال استقباله وفداً شعبياً «أننا لسنا مستعدين لأن نتراجع عن أي شيء يمس الحقوق من الآن فصاعداً»، مشدداً على رفض أي حل «خارج إطار الحق والعدالة». وقال: «نحن لا نخاف من الفراغ ولا من الوقت. فالأزمة تحتاج إلى وقت ولا نريد أن نتخذ أي قرار فيه مواجهة أو عنف. ولكن هذا لا يعني أنه ليس للصبر حدود».
وفي المواقف الدولية من المبادرة العربية، دعت وزارة الخارجية الروسية «جميع الأفرقاء اللبنانيين وغيرهم من الأطراف الآخرين المؤثرين إلى أن يتعاملوا بإيجابية مع المبادرة» التي رأت أنها «تراعي هواجس القوى السياسية والطائفية اللبنانية من حيث المحافظة على توازن المصالح».
وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيطالية باسكوالي فيرارا أن موسى سيزور روما الأسبوع المقبل، حيث سيستقبله وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما الأربعاء، و«سيوقّعان على مذكرة تفاهم تتضمن تشاوراً ثنائياً أكثر عمقاً». وأوضح أن داليما سيبحث مع موسى الملف اللبناني.
بدورها، أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال اتصال مع الرئيس السنيورة، ترحيبها بالمبادرة العربية ودعمها لها، آملة أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ في أقرب وقت ممكن.
وتلقى السنيورة اتصالاً من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، جرى خلاله استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة والأجواء بعد قرار الجامعة العربية.

وفد من الكونغرس الأميركي

واستقبل السنيورة وفداً من الكونغرس الأميركي ضم ستيفن لينش، روب ويتمن وبيتر ولش، بحضور السفير الأميركي جيفري فيلتمان. وأكد الوفد الذي التقى أيضاً النائب جنبلاط والعماد سليمان «دعم الولايات المتحدة للبنان السيد الحر والمستقل»، وشدد على أهمية المبادرة العربية، معرباً عن اعتقاده بأن هناك نوعاً من التدخل السوري في عرقلة الحل اللبناني.
من جهته، رأى فيلتمان خلال حفل تكريمي له أقامته غرفة التجارة اللبنانية ـــــ الأميركية لمناسبة مغادرته لبنان نهائياً بعد انتهاء مهماته الدبلوماسية فيه «أن من العوامل المدمرة للديموقراطية البرلمانية أن يبقى مجلس النواب مقفلاً منذ أكثر من عام وأن يمنع من القيام بالمناقشات وبدوره التشريعي». وأعلن ترحيبه بحصول الانتخابات الرئاسية فوراً، وقال: «إن انتخاب رئيس وحكومة جديدين وإنعاش مجلس النواب سيمكنان لبنان من التقدم إلى لبنان»، مشيراً إلى أن «التزام الولايات المتحدة تجاه لبنان أفضى إلى هبات فاقت مليار دولار خلال عامي 2006 و2007 وسيستمر في عام 2008 وما بعده».

مناورة مشتركة للجيش و«اليونيفيل»

على صعيد آخر، وبعد يومين من الاعتداء على الوحدة الإيرلندية العاملة في إطار قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، أجرت قوات «اليونيفيل» أمس مناورة عسكرية مشتركة مع الجيش اللبناني بالذخيرة الحية في منطقة رأس الناقورة، في حضور قائد قوات الطوارئ الدولية في لبنان الجنرال كلاوديو غراتسيانو وقائد ألوية الجيش في جنوبي الليطاني قائد الارتباط العميد الركن بول مطر وكبار الضباط الدوليين والجيش.
وألقى غراتسيانو كلمة أكد فيها أن «هناك تحديات مستمرة نواجهها معاً، بالرغم من الدعم الكبير الذي نحظى به اليوم من سكان جنوب لبنان، لكن هناك دائماً مجموعات هامشية تستمر بدفع أجندتها الخاصة للتقليل من الجهود المشتركة لليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية لضمان الأمن والسلام في المنطقة»، مشدداً على أن الاعتداءات على «اليونيفيل» تزيد عزيمتنا وتصميمنا لتنفيذ مهمتنا من أجل سلام جنوب لبنان وأمنه». وأكد «أن هناك تقدماً كبيراً في الوضع الأمني في الجنوب».
وكان الرئيس بري قد استقبل المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن بري أشار خلال اللقاء إلى «أن لدى اسرائيل نية مبيّتة لتكوين ملف تتذرع به للاعتداء على لبنان مجدداً، وقد يكون موضوع الصاروخين أحد هذه الاحتمالات والذرائع». وعلم أن بيدرسون سيغادر لبنان منهياً مهمته لتسلم مهمة أخرى.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن ضباط في قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي أنهم يشتبهون في أن ضباطاً من «اليونيفيل» يتعاونون مع «حزب الله» مقابل حمايتهم من عمليات. وقالت الصحيفة إن ضباطاً إسرائيليين أبدوا خشيتهم من وصول معلومات يزوّدها الجيش الإسرائيلي لقوات اليونيفيل عن مواقع يشتبه بوجود نشاط لحزب الله فيها، للأخير بصورة غير مباشرة.
وقال الضباط الإسرائيليون، بحسب الصحيفة، إن قوات اليونيفيل تتلقى معلومات من الجيش الإسرائيلي في إطار اللقاءات المشتركة عن نشاط حزب الله وتقوم بإبلاغ الجيش اللبناني بهذه المعلومات، ومن ثم تصل هذه المعلومات مباشرة إلى حزب الله الذي يتأهب وفقاً لهذه المعلومات.
وأشار الضباط الإسرائيليون إلى أن لديهم أدلة على هذه الشبهات، إلا أن الناطق العسكري الإسرائيلي عقّب على ذلك بالقول إن «العمل بين قيادة الجبهة الشمالية واليونيفيل يتم بتنسيق وثقة كاملين ولا يعتزم الجيش الإسرائيلي التعامل مع تسريبات ضباط لا يذكرون أسماءهم».