عمر نشابة
«عند الساعة 22:00 انطلقا (محمود رافع وضابط إسرائيلي يُطلق على نفسه اسم جورج) إلى شاطئ البحر عند نقطة محدّدة في جبيل حيث وصلت قوة كومندوس إسرائيلية نقلت معها جورج والأغراض التي استُعملت في التفجير، فيما سُلّم رافع حقيبة ضمنها أغراض للحاسوب، وأخرى زعم أنها ليست متفجرات بغية تسليمها الى حسين خطاب، كما تسلّم مبلغ خمسة آلاف دولار أميركي كان جورج قد سلّمه إلى رافع عند وصوله ولقائه إيّاه في العديسة، كما تسلّم محفظة لتسليمها إلى حسين خطاب». حصل ذلك في 26 أيار 2006 عندما كانت القوى الأمنية والجيش في حالة استنفار بسبب التفجيرات الإرهابية التي كان قد استهدف آخرها قبل هذا الموعد الزميل جبران تويني. ويأتي 26 أيار 2006 عشية إصدار تقرير لجنة التحقيق الدولية الرابع ومع استمرار انهماك عشرات الخبراء الدوليين والمحليين بجمع المعلومات عن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم التي تلتها. كما يأتي اختراق جورج الإسرائيلي للأراضي اللبنانية من العديسة الى جبيل مروراً بصيدا ومزبود وبرجا والجية والشويفات وجونية والصفرا أثناء التحضيرات اللوجستية التي كانت تجريها المقاومة في الجنوب لعملية اختطاف جنود إسرائيليين من الشريط الحدودي. لكن لعلّ أبرز ما في الأمر أنه قبل يوم واحد من مغادرة جورج لبنان كان السيد حسن نصر الله يشارك في احتفال للمقاومة في صور!
إن تمكّن ضابط في الاستخبارات الإسرائيلية من تخطّي أمن حزب الله والجيش والشرطة عام 2006 أمر يدعو الى القلق على أمن البلاد وعلى أمن المقاومة. ويدعو هذا الفشل الأمني الذريع الى التحقيق في أسبابه والبحث عن كيفية تحصين القدرات التقنية لمخابرات الجيش ولجهاز أمن حزب الله ولقدرات الشرطة الاستخبارية. وإذا كانت هناك إرادة جدية لمعالجة الفشل بطريقة مهنية فلا بدّ من المساءلة والمحاسبة لأن أمن البلاد وأمن المقاومة مسؤولية لا يفترض أن يكون فيها تهاون ومسامحة.