strong>نادر فوز
تستمر اللقاءات، تختلف التصريحات، تتعدّد وجهات النظر وتتباين المواقف، ويبقى المجهول عنوان مصير زيارة الأمين العام لجامعة العربية، دون أي تعديل في مستقبل الأزمة. ورغم الأجواء الإيجابية التي ظهرت في اليومين الماضيين ـــــ من حديث عن فتح أبواب الحوار المباشر بين الموالاة والمعارضة، وتصريحات الزائر العربي عن توافق محتمل بين الأفرقاء ــــــ ، لا يزال التشاؤم بمصير المبادرة العربية محوّماً، بنسب مختلفة، عند عدد من الشخصيات في المعارضة. وبعيداً عن هذا التشاؤم يصرّ بعض هذه الأطراف على أنّ الحقوق الضائعة ستعود إلى أصحابها بمبادرات توافقية أو بحلول سياسية أخرى.
أشارت إحدى الشخصيات المعارضة إلى أنّ المبادرة الحالية بدأت تتجه صوب الفشل بعد مواقف عدد من أركان 14 آذار، «رغم وجود إشارات إيجابية لإمكان وصول خطوة موسى إلى شطّ الأمان». ووصفت أداء قوى الموالاة بـ«تمييع الحلول» لتقطيع الوقت ووضع المعارضة والنظام السوري تحت المزيد من الضغوط الدولية والإقليمية. وعن مبادرة موسى قالت الشخصية إن تزامنها وزيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة يعطيها أبعاداً دولية توحي بالتوازي ما بين سياسة الأنظمة العربية والإدارة الأميركية.
وأبدى المتحدث تشاؤمه بإمكان توصّل موسى إلى عقد قران بين الفريقين في لبنان، في ظلّ مراهنة قوى الأكثرية على وعود غربية بإقرار المحكمة الدولية خلال شهور. وأشارت الشخصية إلى أنّ تأجيل الحلّ وإقامة المحكمة الدولية من شأنهما أن يفجّرا الوضع، وأنّ قوى المعارضة لن تقف مكتوفة فيما «سيناريو القوى الأخرى يهدف إلى استمرارها في الاستئثار بالحكم».
أمّا عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب سليم عون، فأكّد أنّ لقاءات المندوب العربي أجمعت على ضرورة عقد حوار داخلي بين ممثلي التجمّعين، «وإتمام اتفاق لبناني على المبادئ والثوابت».
ورأى عون أنّ إشارات سلبية بدأت بالظهور مع تصريحات عدد من الزعماء، مشيراً إلى أنّ قوى الأكثرية تراجعت عن اتفاقات «كانت قد التزمتها خلال المحادثات السابقة ما بين عون والحريري».
وقال عون إنّ إصرار هذه القوى على عدم اللقاء بالعماد عون سيؤدي إلى فشل المبادرة، لافتاً إلى أنّ النتيجة الحتمية ستكون انتصار فكرة على أخرى، أي «غلبة مبدأ الاستئثار بالسلطة». وبانتظار ما ستؤول اليه جولة موسى، رفض عون الحديث عن تفاؤل أو تشاؤم قائلاً «نحن متفائلون باستعادة الحق الذي فقدناه».
وأبدى مسؤول في التيار الوطني الحرّ تشاؤمه بإمكان توصّل المحادثات إلى نتائج ملموسة، لافتاً إلى أن المعارضة سوف ترد على محاولة «كسب الوقت الذي تريد السلطة عبره منع أي تحرّك لقواها».
ورفض المسؤول الدخول في تفاصيل توقيت التحرك.