فداء عيتاني
إلى اللحظة، فإن ما يقدّمه عمرو موسى إلى اللبنانيين هو الـ«لا مبادرة»، وليس انتقاصاً من الرجل القول إنه عاجز، فهو إنما يمثّل من أرسله وأوفده وساق خطاه وقيّد يديه بما سمّي المبادرة العربية.
المبادرة العربية هي بيان سياسي يحمل التمنيّات، ويعكس موازين القوى، والصراعات والخلافات، التي أفضل ما يمكنها أن تؤدي إليه هو تأجيل الانفجار. أو الانفجارات المتعددة، وبما يشبه السياق العربي يجول موسى ويصول على أركان الطوائف من معارضة وموالاة، وسيصل على الأرجح إلى حكمة مفادها أن التوافق على تجاوز الأزمة بحاجة إلى موافقة خارجية أو كسر إحدى القوى اللبنانية لأخرى، وهما أمران بعضهما أعصى من بعضه. انحياز موسى إلى الأكثرية لن يعطيها إضافات تُذكر، وهي تكسب عبر إمرار الوقت، وهو ما أمّنه العرب للأكثرية عبر إطالة الأزمة، والمعارضة تخسر عبر تأجيل تحركاتها، وإن كانت تراهن على التحركات العمّالية فتلك لعبة لا تجيدها، وسترتدّ طائفياً ويا للأسف.