المريجات ــ نيبال الحايك
تواجه بلديات منطقة البقاع الأوسط أزمة معالجة نفاياتها التي تهدد السلامة العامة، الأمر الذي دفع بلديات المنطقة إلى إطلاق سلسلة تحركات تهدف إلى إيجاد حلول لمعالجة النفايات بعيداً عن فكرة «الطمر» المرفوضة من اتحاد بلديات البقاع الأوسط، كما قال رئيسه فياض حيدر لـ«الأخبار».
وفي حل مؤقت، بادرت بلدية المريجات (قضاء زحلة) إلى معالجة نفاياتها من خلال استحداث مكب لرمي نفايات البلدة فيه، حيث تفرز لاحقاً كل نوع على حدة ليعاد إلى مصدره، فيما تطمر النفايات العضوية القابلة للتفكك مع عامل الوقت في موقع قرب البلدة التي ترتفع عن سطح البحر 1200 م. إذ إن البلدة من قرى الاصطياف لما لموقعها من ميزة مناخية تساعد على الشفاء من داء الربو والأمراض الصدرية الأخرى.
ويقول رئيس بلدية المريجات فيليب بشعلاني إن المجلس البلدي يقوم بعمل فردي منذ فترة قصيرة، وهو معالجة النفايات في مكب بعيد عن المناطق السكنية المجاورة للمريجات وبلدة بوارج، وهو (المكب) في منطقة لا وجود فيها للمياه الجوفية. وأوضح بشعلاني أنه لا وجود لنفايات سامة أو نفايات مستشفيات أو صناعية في نفايات البلدة، بل هي نفايات منزلية صرفة سهلة المعالجة، مؤكداً أن ما يبقى من نفايات البلدة بعد الفرز لا يحرق.
وكانت بلدية المريجات قد كلفت عمالاً يفرزون النفايات يدوياً، وتعمل البلدية على تطوير فرز النفايات من خلال دراسات تجريها مع مختصين بهدف الاستفادة منها إلى أقصى حد.
انطلقت مبادرة بلدية المريجات بعدما فشلت كل المشاريع لمعالجة أزمة النفايات، وقد تتطور مع مساعي اتحاد بلديات البقاع الأوسط لإقامة مكب واحد لمعالجة النفايات. وهذه المبادرة هي بديل ناتج من عدم استخدام البلدية لمطمر زحلة بسبب التكلفة العالية التي لا تسمح للبلدية وباقي بلديات المنطقة برمي نفاياتها فيه، إذ تصل كلفة الطن الواحد إلى 30 دولاراً تقريباً.
ويوضح بشعلاني أن اتحاد بلديات البقاع الأوسط بصدد إقامة مشروع مكب يخدم تسع قرى يجمعها الاتحاد. ويقول رئيس الاتحاد ورئيس بلدية قب الياس وادي الدلم فياض حيدر لـ«الأخبار» إن هناك مشروعاً قيد الدراسة لإقامة مكب لخمس قرى في خطوة أولى بهدف معالجة النفايات وإعادة تدويرها، لا طمرها، لأننا غير مقتنعين بسياسة المطامر التي تؤثر على المياه الجوفية والزراعة بشكل عام، والتي ثبت ضررها في غير منطقة لبنانية. وأشار إلى أن هذه القرى الخمس تنتج يومياً نحو 120 طناً من النفايات، وبالتالي لا بد من التعاون لإيجاد حل جذري لكل قرى المنطقة التي لا تعمد إلى إرسال نفاياتها إلى مطمر زحلة المرتفع الكلفة. ولفت حيدر إلى أن هناك وعوداً من الاتحاد الأوروبي لاتحاد بلديات البقاع الأوسط لتوفير المساعدة والخبرة لإقامة هذا المكب ومشروع معالجة النفايات، منتقداً وزارة البيئة التي «لا تسأل»، مؤكداً أن إقامة مكب لمعالجة النفايات تبقى أوفر من عملية استخدام مطمر زحلة الذي يخدم المدينة وعدة قرى مجاورة.
وعن إطلاق مشروع فرز النفايات من المصدر، تمنى رئيس بلدية المريجات أن يطلق الاتحاد حملة توعية بيئية وتعميم ثقافة فرز النفايات من المصدر لتكون عملية المعالجة أسهل وأقل كلفة، لافتاً إلى صعوبات ذاتية تعوق إطلاق مشروع كهذا في الوقت الراهن.