صور ـ آمال خليل
توشك المرحلة الأولى من أعمال تأهيل عدد من الطرقات الرئيسية في الجنوب التي تنفذها الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار لبنان على الانتهاء، فيما ينجز قسم الهندسة فيها الدراسات الخاصة بطرقات أخرى تمهيداً لرفعها إلى وزارة الأشغال اللبنانية لنيل السماح بالعمل بها. وإذا كانت الأشغال الإيرانية في الطرقات اللبنانية تسير بالجنوبيين، فوق الزفت ونوعية العمل الرفيع، نحو «الرفاهية» التي لم يعهدوها من قبل، إلا أن الرضى القائم لم يخل من بعض الشوائب.

طريق العباسية

منذ بدء الأشغال في بعض طرقات بلدات قضاء صور، يتساءل أهالي العباسية وجوارها عن سبب استثناء الطريق الرئيسية التي تصل البلدة بمدينة صور، وخصوصاً أنها مليئة بالحفر وتسبب حوادث مميتة، كان آخر ضحاياها المواطن حسن شور، إضافة إلى سبعة جرحى سقطوا قبل أيام؛ في الوقت الذي تمثل فيه خطاً حيوياً.
وكانت بلدية العباسية، بالتنسيق مع البلديات المجاورة، قد وجّهت كتاباً إلى المكتب الإيراني لإعادة الإعمار «لإعادة تزفيت الشارع الرئيسي الذي يربط منطقة صور بخط العباسية ـــــ معروب والبص ـــــ معركة الممتد كل منهما بطول أكثر من سبعة كيلومترات» بتاريخ العاشر من تشرين الأول 2006. وبحسب الأهالي، وبعد إنجاز تزفيت الطرقات المجاورة باستثناء طريق العباسية، فإن الظنّ كان بسبب خلافات بين الهيئة الإيرانية والبلدية التي أوضحت على لسان رئيسها عبد الله فردون أنه «لا صحة لشائعات مقاطعة البلدية للهيئة الإيرانية التي يُشيعها البعض، بدليل تقديم طلب رسمي بذلك قبل أكثر من عام لم تتلق البلدية له جواباً بعد». وأضاف فردون أن «الطريق كانت قد لزّمتها وزارة الأشغال اللبنانية قبل ثلاث سنوات لمتعهدَين قاما قبل ثلاثة أشهر للمرة الأولى ببعض الإصلاحات الطفيفة التي لم تحل المشكلة». ويتولى رئيس مكتب الهيئة الإيرانية في منطقة جنوبي الليطاني رضى عطوي توضيح سبب التأخير في إنجاز طريق العباسية، بقوله إن «تخطيط وزارة الأشغال يحدد أن الطريق الرئيسية بين الطريق الساحلية والغندورية تبدأ من برج رحال، لا من العباسية. ولمّا كان على الهيئة الاعتماد على الخرائط الرسمية، اضطرت إلى استثناء طريق العباسية التي ضمتها إلى مجموعة طرقات رئيسية وفرعية أخرى تعمل على إنجاز دراساتها الهندسية بانتظار نيل الموافقة من وزارة الأشغال».

طريق صريفا

على طول الطريق الرئيسية بين برج رحال والغندورية، لا يزال قسم منها غير منجز عند مدخل بلدة صريفا حتى حدود دردغيا، حيث يشكو عدد من أصحاب المحال التجارية من تأخر العمل المتوقف حالياً الذي يرجّح أن يستأنف بحلول الربيع. ويحمّل عضو البلدية محمد نزال صاحب صيدلية واقعة على الطريق، البلدية التي «تقاعست في إنجاز المستلزمات التحتية قبل البدء بتأهيل الطريق للاستفادة و(السمسرة) في صفقة شراء قساطل المياه والصرف الصحي، ما أخّر إنجازها بالتزامن مع إنجاز الطرقات الأخرى قبل حلول الشتاء».
من جهته، رفع رئيس البلدية علي عيد أي مسؤولية عن الهيئة الإيرانية، مشيراً إلى أن سبب التأخير يعود إلى «آلية العمل الدقيق المعتمد وعوامل الطقس». ويوضح رضى عطوي أن السبب الحقيقي للتأخير يكمن في المستجدات التي تطرأ خلال العمل، حيث تأخرت بعض البلديات في إنجاز البنى التحتية، ومنها بلدية صريفا التي عرقلت أشغالها في شبكتي المياه والصرف الصحي عملية تأهيل الطريق التي تزامنت لاحقاً مع حلول الشتاء». أما ما يتعلق باستئناف تزفيت الطريق بعد أربعة أشهر، فهو لضرورة انتظار دفء الأرض، وتفادي استخدام الزفت من دون نتيجة مجدية، وخصوصاً في ظل ارتفاع أسعارها، بسبب إغلاق المجابل والكسارات منذ شهر واحد.