strong> نادر فوز
بعيداً عن زيارة الأمين العام للجامعة العربية ومبادرته لحلّ الأزمة الداخلية، يكمل الرئيس الأميركي جولته في البلدان العربية، مكرساً «يهودية دولة إسرائيل» ورافعاً من جديد قضية «وضع آليات دولية التعويضات لحل مشكلة اللاجئين» وتحويل «الشتات» إلى أوطان.
بعد التصريح الأميركي الأخير، أصدر الرئيس فؤاد السنيورة بياناً رفض فيه التوطين، مستشهداً بمقدمة الدستور اللبناني، ومشيراً إلى إيجابيات صدرت عن الموقف الأميركي «تستحق الاهتمام». وأكد مسؤول حركة «حماس» في لبنان أسامة حمدان أهمية موقف السنيورة، إلا «أنّ الإعلان الأميركي لا يمكن مواجهته بموقف»، بل يجب اتخاذ خطوات جدية، أهمها بحسب حمدان «إعادة تنظيم العلاقة اللبنانية ـــــ الفلسطينية». كما حمّل حمدان السلطة الفلسطينية مسؤولية، معتبراً أنها «سعت إلى السيطرة على الشرعية بدل البحث عن الشراكة».
مهما اختلفت الأسباب وتعدّدت الدوافع، ترفض كل القوى اللبنانية والمنظمات الفلسطينية مشروع التوطين الذي من شأنه «شطب حق العودة والقضاء على القضية الفلسطينية» على حدّ تعبير علي فيصل، عضو المكتب السياسي في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، مضيفاً: «لو كان بوش يعي قيمة الأوطان لما طرح على الفلسطينيين التعويضات بديلاً». ويشير فيصل إلى أنّ الإدارة الأميركية أخذت على عاتقها حلّ الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، على اعتبار أنّ الأمم المتحدة فشلت في إدارة هذه الأزمة، فطرحت حلّ «أولوية أمن إسرائيل على قيام الدولة الفلسطينية».
واستنكر فيصل عدم إصدار موقف عربي رسمي حاسم وموّحد في وجه الموقف الأميركي، مشيراً إلى أنّ إطلاق صفة اعتدال على بعض الأنظمة العربية «يهدف إلى تقسيم الحالة العربية»، مؤكداً كبر المسؤولية الواقعة على عاتق المفاوض الفلسطيني، الذي تجاهل الأمر أيضاً، ولم يتخذ أي موقف استنكاري لما تقترحه الإدارة الأميركية.
أما ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مروان عبد العال، بعد التعبير عن رفضه المطلق للتوطين، فهو يضع زيارة بوش إلى المنطقة في سياق «محاولة تسديد فواتير للإسرائيليين» مع اقتراب نهاية ولايته. وقال عبد العال إنّ القضية الفلسطينية «أكبر من أن يحملها الفلسطينيون وحدهم» في إشارة إلى الدور الذي يفترض أن يلعبه العرب لحلّ هذه القضية، مؤكداً ضرورة الدعم العربي لمبادرة السلام العربية. ورأى عبد العال أنّ على كل الفصائل الفلسطينية التمسك بحق المقاومة وبالوحدة الوطنية بعد «فشل المفاوضات في وقف الاحتلال والاستيطان».
من جهته، يقول عضو المجلس السياسي ومسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله حسن حدرج إنّ الموقف الأميركي الأخير يستكمل ما بدأ في مؤتمر أنابوليس «من إسقاط قضايا الوضع النهائي»، إضافةً إلى الهدفين الأساسيين في شقّ الأوضاع بين العرب والإيرانيين وتشجيع الفتن في لبنان وفلسطين وغيرهما من البلدان العربية. والهدف، بحسب حدرج، أخذ الفلسطينيين بعيداً عن موقعهم وقضيتهم وتحريضهم بعضهم على بعض. ووصف حدرج بيان السنيورة بـ«الخجول ولرفع العتب»، مؤكداً ضرورة إجماع اللبنانيين على رفض مخطط الإدارة الأميركية، «وإنهاء حالة العناد وتحقيق المشاركة».