عفيف دياب
يرفض فريق 14 آذار التخلي عن المبادرة العربية كخريطة طريق لحل الأزمة اللبنانية. فالموالاة أصبحت مقتنعة اقتناعاً تاماً بأن البلاد تحتاج إلى وفاق وطني ولا بد من جُرَع دواء خارجية تحدّ نسبياً من تفاقم «مرض الفراغ الرئاسي». ويصرّ أعضاء في الفريق الأكثري على أن تكون هذه الجُرَع عربية صرفة لقطع الطريق أمام محاولات التدويل.
ويؤكد مقربون من النائب وليد جنبلاط أنه وكل فريق 14 آذار «متمسكون بالمبادرة العربية التي لم تفشل رغم الصعاب الحقيقية التي تواجهها وتحديداً من جانب الفريق المعارض، ونقل عن زعيم المختارة قوله إن شخصية الحوار لعام 2008 هي الجنرال ميشال عون الذي لن يحاور أحداً».
ويعرب هؤلاء عن اعتقادهم «بأن العرب يحاولون ممارسة كل أنواع التأثيرات على سوريا حتى تلتزم المبادرة حرفياً ولا تكتفي بالإيجابية اللفظية وتمارس عكسها من خلال حلفائها في لبنان».
وتؤكد أوساط أخرى مقرّبة من جنبلاط أن ما سمّته المعارضة تصعيداً في مواقفه «إنما هو تعبير واضح عن استيائه الشديد من رفض المعارضة ملاقاة مواقفه الإيجابية في منتصف الطريق». ويرفض المقربون من جنبلاط وضع مواقفه الأخيرة في خانة الرهان على تطورات دولية أو إقليمية و «يخطىء كل من يعتقد أن جنبلاط يراهن على ضربة أميركية لإيران تقلب المعادلة في الداخل اللبناني»، ويقولون إن هذا «الرهان سيء جداً، لأن ضرب إيران عسكرياً سيؤدي الى خلق أزمات داخلية في لبنان نحن بغنى عنها ولا مصلحة لنا فيها، فالذي يخاف على البلاد وسلمها الأهلي عليه أن يتقدم خطوة نحو الآخر لإقامة وفاق وطني يفشل كل رهان على الخارج، وجنبلاط وفريق 14 آذار تقدّموا بخطوات نحو الفريق الآخر الذي قابلها بمزيد من التصلب والرهان على دور خارجي ما يؤاتي مصالح المعارضة».
ويؤكد هؤلاء أن «دمشق هي الداء وليست الدواء، فالعرب أخطأوا حين اعتقدوا أن سوريا ستؤدّي دوراً إيجابياً في حل الأزمة اللبنانية، فهم وللأسف لم يتعلّموا بعد من تجاربهم مع النظام السوري الذي يريد لبنان رهينة وتحت سقف سياسته وتعليمات ضباط استخباراته».
ويضيفون إن «عمرو موسى مدرك إلى أبعد الحدود تعقيدات الأزمة في لبنان، وهو لم يتجاهل في لقاءاته مع بعض قوى الأكثرية دورسوريا في التعطيل، ويعرف أن دمشق تريد من واشنطن محاورتها مباشرة لا بالواسطة، وأن قراءتنا تشير الى أن واشنطن ليست في وارد تقديم تنازلات لسوريا الهادفة من وراء إفشالها للمبادرة العربية الى تدويل الأزمة اللبنانية وخداع الرأي العام بأنها مع الحل العربي، لكنها لا تستطيع الضغط على حلفائها في المعارضة، ومن هنا، فإن هواجس جنبلاط كبيرة ولن نقدّم المزيد من التنازلات».