لا تزال موجة البرد القارس تجتاح جميع المناطق اللبنانية حتى الساحلية منها يرافقها تكوّن جليد وصقيع، وتوقعت مصلحة الأبحاث الزراعية أن تستمر عدة أيام ويحتمل أن تستمر طيلة الأسبوع المقبل.وتوجهت المصلحة الى المواطنين عامة والمزارعين خاصة وإلى أصحاب البيوت البلاستيكية ومزارع الدواجن وزراعات الخضار والورود للانتباه من الصقيع وما قد يسبّبه من أضرار على تمديدات المياه، تمديدات الري، الخضار والأزهار المزروعة والدواجن.
وتحدث رئيس مجلس الإدارة المدير العام للمصلحة ميشال إفرام عن هذه الظاهرة وتأثيراتها على الزراعات، فعزا سبب موجة الصقيع الحالية والشحّ المطري إلى «تأثر لبنان بظاهرة الاحتباس الحراري التي يعانيها العالم»، موضحاً «أن تأثيراتها ستكون سلبية على العديد من أنواع الزراعات، لأنها لا تروى وتأخذ الغذاء الكافي والمياه ضمن الأوقات الاعتيادية».
كما أكد «أن الجوّ سيستمر أقله حتى العشرين من الشهر الجاري وفقاً للنمط السائد في شح الأمطار. وخشي من نقص في المياه خلال الصيف المقبل بسبب استقرار الكمية الهاطلة حتى اليوم على 207 ملم، فيما المعدل السنوي لمثل هذا اليوم يبلغ 300 ملم».
وأفاد مراسل «الأخبار» شريف سريوي أن منطقة راشيا والبقاع الغربي تشهد تدنياً كبيراً في درجات الحرارة التي وصلت ليل أمس إلى 6 درجات تحت الصفر، ما أدّى إلى تكوّن صفائح جليدية سميكة على الطرقات العامة والداخلية، وخصوصاً في القرى والبلدات الجبلية، بدءاً من ينطا وبكا مروراً بكفرقوق وعيحا وراشيا وصولاً إلى عين عطا ومجدل بلهيص وكفرمشكي وكوكبا، كما ألحقت هذه الموجة أضراراً مادية حيث تفجر عدد كبير من قساطل جر المياه الرئيسية والداخلية وفي المنازل نتيجة تجمّد المياه.
وتزامنت هذه الموجة مع تقنين قاسٍ وعشوائي تفرضه مؤسسة كهرباء لبنان على المنطقة بحيث زادت ساعات التقنين على 14 ساعة في الـ24 ساعة. وقد أدت موجة الصقيع إلى شلل حركة السير على الطرقات خلال ساعات الصباح الأولى وفي ساعات المساء، كما أدّت موجة الصقيع إلى أضرار جسيمة لحقت بالمزروعات، وخصوصاً بمزروعات الخيم البلاستيكية، وتلك التي بدأت تتفتح براعمها، كما أثرت على الحركة والعمل في الأراضي وفي بعض المصانع والمعامل. وتأثرت قرى راشيا أكثر من غيرها بموجة الصقيع بسبب موقعها الجغرافي المنكشف على قمم جبل الشيخ الذي تكسوه الثلوج مما يزيد من حدة الصقيع وخصوصاً أن تلك الموجة مصحوبة بالرياح الشديدة السرعة أحياناً.
وشيّعت بلدة يحمر الشقيف، أمس، المواطن محمد محمود كريم الذي قضى أول من أمس أثناء تقليم أشجار الزيتون في حقله بسبب موجة البرد والصقيع.
ومن غربي بعلبك أفاد مراسل «الأخبار» رامح حمية أن موجة الصقيع ضربت قرى وبلدات بعلبك الهرمل، وأدت الى خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية الشتوية وخصوصاً الخضار في الخيم البلاستيكية، وأضرار في شبكات الري وتمديدات المياه في المنازل جراء تكوّن الجليد، بالإضافة الى شلل كامل في الحركة، فخلت الشوارع من السيارات والمارة وأقفلت المدارس أبوابها، حتى تأخرت الدوائر الرسمية في استقبال المواطنين ومعاملاتهم.
وتأثرت المنطقة ليل الأحد ــــ الاثنين برياح شمالية باردة وانخفاض حاد في درجات الحرارة تراوحت ما بين 5 الى 7 درجات تحت الصفر، ما سمح بتكوّن طبقات سميكة من الجليد.
المزارعون في قرى البقاع وخصوصاً أصحاب الخيم البلاستيكية أبدوا تخوّفهم من أن تطول مدة البرد القارس والصقيع الذي تتعرّض له المنطقة، ومن دون هطل للأمطار، قال المزارع علي شداد إن «الصقيع والتدنّي في درجات الحرارة سيؤثران بشدة على الخضار داخل البيوت البلاستيكية. أما المزروعات الاخرى فإن التأخر في هطل الأمطار سيمنعها من النمو وبالتالي ستكون الخسائر كارثية على المزارع البقاعي». وأشار المزارع «أبو جمال» الى أن موجة الصقيع قضت على مزروعات البيوت البلاستيكية في بلدات الخضر، بريتال، حورتعلا، الحلانية، حزين، شمسطار.
(الأخبار، وطنية)