strong>ليال حداد
يستعد طلاب معهد الفنون الجميلة ـــــ الفرع الثاني في الجامعة اللبنانية لانتخابات الهيئة الطلابية اليوم، بعدما حلّت إدارة المعهد الهيئة في العام الماضي، ولم تجر الانتخابات بناءً على قرار رئيس الجامعة.
لم يعلّق الطلاب أمس صور زعمائهم، ولا شعاراتهم التقليدية كما يحصل عادةً قبيل انتخابات الفروع الثانية. فـ«الجوّ بالبلد واقف على صوص ونقطة»، كما تقول إحدى الطالبات.
ومع ذلك، لم تخل المعركة من أجواء التنافس المحمومة بين طلاب التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، فكلّ فوزٍ طلابي هو استثمار في «بازار» الأكثرية المسيحية. وفي هذا الإطار، اتّهم مندوب التيار في المعهد وسيم بصيبص، طلاب القوات بتوزيع قسائم شرائية تؤمّن للطلاب حسم 50% من بعض المتاجر والمطاعم، وأخرج من محفظته إحدى هذه القسائم لتأكيد اتهامه. وأشار بصيبص إلى لجوء القواتيين إلى تقديم «رشى مبطنة» لطلاب السنة الأولى عبر إعطائهم مشاريع دراسية قديمة «فيعدّلون فيها القليل ويقدمونها إلى أستاذ المادة، واصفاً الطريقة بغير الأخلاقية، إذ تحصل القوات على صوت الطالب في الانتخابات من دون أن يستفيد هذا الأخير على الصعيد الأكاديمي».
وبما أنّ مندوبة القوات في المعهد سينيتا زريبي رفضت الإدلاء بأي تصريح لـ«الأخبار»، لم نتمكّن من التدقيق في صحة الاتهامات.
ووزّع الطرفان البرامج الانتخابية على الطلاب، والتي تضمنت مطالب أكاديمية ورياضية وسياسيّة، «ولكن الطالب ينتخب على أساس انتمائه لا على أساس البرنامج الانتخابي، فالأمر أصبح واضحاً في الجامعات، وحتى في الانتخابات النيابية، فلو قالت القوات في برنامجها إنها تريد إشعال حرب أهلية، فالقواتيون سيصوّتون لها، والأمر نفسه مع العونيين»، تقول الطالبة ريتا زيدان.
أمّا المجموعة العلمانية، التي تشكّل «بيضة القبّان» في المعهد، فتجيّر اليوم أصوات طلابها لمصلحة مرشحي التيار، كما أكّد مسؤول المجموعة في المعهد آلان سعادة «نحن إما أن نقاطع الانتخابات أو ندعم التيار، ولكن لم ندعم يوماً القوات». ويشدّد سعادة على أنّ الطلاب «فنانون» بالدرجة الأولى وعليهم بالتالي تخصيص الوقت للنشاطات الفنية، مشيراً إلى تراجع نشاط المجموعة بشكل لافت، «فقد أصبح عملنا صامتاً في الفترة الأخيرة»، ويذكر النشاطات التي كانت تنظّمها المجموعة كالنقاشات الفنية والـcine ــ club»، والتي لم تعد تلقى نجاحاً بسبب الدوام المتعب في المعهد.
كذلك انتشرت على جدران المعهد صورٌ للطالب المستقلّ جورج حايك الذي قاد حملته الانتخابية تحت شعار «أنا هو...»، الأمر الذي لقي تجاوباً من الطلاب «فالحملة مهضومة، وخارجة عن الصراع التقليدي»، يقول الطالب فادي خوري. ومع ذلك رشّح التيار طالباً عن المنصب نفسه، في حين ترك القواتيون المقعد فارغاً.
ويتنافس المرشحون على 27 مقعداً في الهيئة الطلابية. وكانت ثلاثة مقاعد قد حسمت بالتزكية، ففاز سعادة بمقعد في السنة الرابعة مسرح، كما فاز مرشحا التيار في السنتين الأولى والثالثة رسم وتصوير، بالتزكية أيضاً.