البقاع ــ رامح حمية
استيقظت بلدة بيت شاما البقاعية، أمس، على خبر وفاة ليلى رباح، زوجة المغدور أحمد فرحات (سائق سيارة تاكسي)، الذي قضى أول من أمس مع ابنته منار (9 سنوات) نتيجة الجريمة التي يشتبه في أن أبناء أخيه نفذوها على خلفية ثأرية. ولا تزال القوى الأمنية تسيّر دوريات لمنع أي ردود فعل على الجريمة، وتدهم عدداً من المنازل التي تعتقد أن المشتبه فيهم اختبأوا فيها.
ليلى فارقت الحياة في وقت متأخر من ليل أول من أمس في مستشفى رياق، لإصابتها بطلقات نارية وبعض الشظايا في الرقبة والصدر. أما الناجية الوحيدة من الجريمة، علوية ناصر وهي خالة المشتبه فيهم، فهي مصابة بطلق ناري في رقبتها، وقد أجريت لها عملية جراحية، وحالتها كانت مستقرة حتى مساء أمس، بحسب ما ذكرت مصادر طبية لـ«الأخبار».
وأفاد مصدر أمني «الأخبار» أنه وبحسب التحقيقات التي أجريت مع بعض الشهود والأقارب، يشتبه في «أن الجريمة ثأرية»، وحصلت بسبب خلافات بين الطرفين على شؤون خاصة بالبناء، وأن الشجار الذي حصل بينهما أعاد إلى الأذهان الجريمة التي ذهب ضحيتها والد المشتبه فيهم الثلاثة في تموز 1995، والتي يشتبه في أن المغدور أحمد وشقيقه علي (توفي في السجن) كانا قد نفذاها.
أحد الجيران أوضح أن خلافاً قام بين الأشقاء الثلاثة من جهة، وعميهم أحمد ومنير منذ أقل من شهر بسبب أمور متعلقة بأعمال البناء، واتهام الأشقاء لعمهم أحمد بقطع المياه عنهم. ويوم الجريمة، وإثر الخلاف مع منير حول تفريغ حمولة بحص، جرى إطلاق نار قُتِل على إثره أحمد الذي سقط على وجهه فوق حمولة البحص. بعدها، بدأ إطلاق النار على منزل أحمد، ثم أُلقيت عليه خمس قنابل يدوية. ولفت الأهالي إلى أن المكان الذي قتل فيه أحمد فرحات هو نفسه الذي قتل فيه أخوه محمد عام 1995، إضافة إلى أخ آخر وابن عمهم.
منير فرحات، شقيق المغدور أحمد، شرح لـ«الأخبار» الحادثة، فقال «إن الخلاف ناتج من أعمال بناء مخالفة يقوم بها أبناء شقيقي، الذين تشاجروا مع زوجتي يوم السبت بشأن إحدى الشرفات التي بنوها في ملكية تعود لها (مهرها). وعندما توجّهَت إلى مخفر بيت شاما، لحق بها أحدهم ووالدته لمنعها من تقديم شكوى». وأضاف منير أن أبناء أخيه هاجموه في المنزل بعدما أطلقوا النار على أحمد، وأنه اختبأ في الحمام، فيما احتمى أبناؤه في غرفة النوم، وأن كلاً من علي وإبراهيم وعبد الله بدأوا برمي القنابل على مختلف أنحاء المنزل، وحاولوا الدخول إلى منزله في الطبقة الثانية، ولكن الباب كان موصداً فأطلقوا النار عليه، ولكنه استعصى عليهم فالتفوا حول المنزل وباتوا يسترقون النظر من النوافذ على الغرف ويطلقون النار على داخلها. وطالب فرحات «بالعدالة فقط، وأن تأخذ التحقيقات والعدالة مجراها».
من جهة ثانية، ذكر أن مستشفى رياق رفضت تسليم الجثث الثلاث ما لم يدفع لها مبلغ خمسة ملايين ليرة.