صيداــ خالد الغربي
«جريمة عدّها سكان بلدة «واغا دوغو» في بوركينا فاسو جريمة عنصرية بين البيض والسود، فهدّدوا بالثأر بقتل ثلاثة لبنانيين». هذا ما قاله النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي عوني رمضان وقائد سرية صور في قوى الأمن الداخلي المقدم جورج الياس، خلال عرض المشتبه به اللبناني عباس ض.، في مكتب رمضان بقصر العدل في صيدا.
عباس ض. (مواليد 1985) الذي أوقف أول من أمس في لبنان بتهمة قتل الصيرفي الأفريقي داوود كابوري في بوركينا فاسو، بناءً على ما تلقّاه القضاء اللبناني عبر الحقيبة الدبلوماسية لوزارة الخارجية اللبنانية، وضع عملية القتل في سياق الدفاع عن بيته وزوجته وابنته التي تبلغ خمسة أشهر.
وكانت النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب قد عرضت الموقوف في مكتب القاضي رمضان أمام الإعلاميين كمشتبه به بقتل كابوري بدافع السرقة، بعدما استدرجه الى منزله. ولدى إدخال المشتبه به الى مكتب القاضي رمضان، أمر الأخير رجال الأمن بتحريره من الأصفاد، كما طلب من عنصر قوى الأمن المرافق للمشتبه به الوقوف باعتدال.
رمضان تحدث للإعلاميين حيث روى أن مخابرات الجيش تمكّنت من إلقاء القبض على عباس ض. أول من أمس، وسلمته إلى قوى الأمن الداخلي في صور. وقال إن عباس «مشتبه به في جريمة قتل الصيرفي داوودا كابوري التي وقعت في بلدة واغا دوغو في التاسع من الشهر الحالي، قبل أن يهرب إلى بلد مجاور بعد يومين، ثم إلى لبنان، الذي وصله في اليوم نفسه الذي ألقي فيه القبض عليه». كما لفت رمضان إلى أن «دوافع الجريمة حتى الآن هي السرقة حسب ما وصلنا من بيانات عبر وزارة الخارجية».

«دافعت عن زوجتي وابنتي»

من جهته، وأثناء حديث رمضان الى الإعلاميين، كان المشتبه به يقابل بعض كلام القاضي بابتسامة تدل على عدم الرضى أو بهز رأسه نافياً، ولا سيّما خلال الحديث عن فعل السرقة المصاحب للجريمة، الذي قابله المشتبه به بهز رأسه الى الأعلى مع صوت خافت بقول «كلا». إلا أن عباس خرج عن صمته لدى توجيه سؤال إليه: «كيف تقتله وتغلق الباب عليه وتقفل المنزل على جثته؟؟» فأجاب: «حرامي جايي يسرقني، شو أنا مش منيح دافع عن نفسي؟ هجم على بيتي وتهجّم على زوجتي وعلى بنتي وعمرها (خمسة شهور). دافعت عن ذلك وأقفلت الباب وهربت أحسن ماحدا يلحقني».
يذكر أن «عرض الموقوف» جرى بحضور عدد من الضباط، وكان المشتبه به عرضة لعدسات المصورين، من دون أي شرح لضرورة تصويره، وخاصة أن القضاء اللبناني لم يتهمه بأي جريمة تقتضي تعرّف ضحاياه عليه.