strong>نادر فوز
ينتظر اللبنانيون عودة الأمين العام لجامعة العربية في جولة محادثات ثانية من المقرر أن تبدأ قريباً جداً. وبينما تختلف القوى السياسية على آليات عقد جلسات حوار اقترحها عمرو موسى في زيارته الأخيرة لبيروت، أعاد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله طرح فكرة «الحكومة الانتقالية» وما يمكن أن يترتّب على هذا الاقتراح، فضلاً عن قوله إنه مرتاح رغم الوضع الداخلي غير الصحي.
«بانتظار موسى»، هو الجواب الوحيد الذي أطلقه عضو كتلة الوفاء للمقاومة، حسين الحاج حسن، رداً على سؤال عن الوضع الداخلي أو موقف نصر الله، مشيراً إلى قرار داخلي في الحزب ينصّ على شبه التكتم.
وفيما أشار من اجتمعوا أخيراً بنصر الله إلى أنّ الأمانة العامة في الحزب مرتاحة وأنّ عامل الوقت يعمل لمصلحة المعارضة وأنّ «المعارضة تتقدم، لا لقوّتها، بل لضعف الموالاة»، بحسب تعبير أحد الزوّار، أكّد مسؤول الحزب في بيروت، محمود قماطي، أنّ «عجز الفريق الآخر عن الحكم وعن تنفيذ البرنامج الأميركي» يعطي المعارضة زخماً ويمنحها أفضلية. ورأى أنّ رفض تعاون الموالاة في الحوار أو منح الثلث الضامن واستمرار الاستئثار بالسلطة وتوقّف الحلول، «عوامل من شأنها إعادة تقديم فكرة الحكومة الانتقالية كحلّ واقعي»، رغم رفض السلطة لهذا الاقتراح كما قال قماطي.
وعن أنّ «الأزمة العالقة لا يمكن حسمها إلا بخطوة ميدانية» على ما نقل أحد زوار الأمين العام، شدّد قماطي على متابعة المشاورات، وأنّ «المعارضة تتريّث لإنجاح المبادرة العربية»، لافتاً إلى أنّ «الاستعداد للتحرك موجود» في حال تخطي الخطوط الحمراء المتمثلة «في اليأس من الحلول وانهزام المبادرات».
ورداً على ما نقلته إحدى الشخصيات عن دور مهم ستؤديه القوى المعارضة ذات الشعبية المحدودة، رأى قماطي أنّ الحزب يحترم أي فريق ذي شأن في المعارضة «حتى لو اكتفى برفع رايته».
وأكد قماطي أنّ المعارضة اليوم تلجم المواطنين المخنوقين من الوضع المعيشي والسياسي، لافتاً إلى أنّ التحرك المنوي تنظيمه سيكون «أكثر فاعلية وتأثيراً واستمراراً دون أن يكون بالضخامة ذاتها».
أما مسؤول العلاقات الخارجية في التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، فأعطى فكرة الحكومة الانتقالية «خلفية منطقية عند تسكير الطرق أمام الحلول»، وأنّ طبيعة الأمور تحتّم ذلك. وأكد باسيل أنه لا بدّ من العودة إلى هذا الاقتراح الذي من شأنه حسم الجدل حول الأزمة، أي «الصراع على التمثيل الحقيقي للمواطنين»، لافتاً إلى أنه لا يحق لأحد حجب الوجود عن الآخرين، ففي لبنان عبر تاريخه كله لم يحكم أحد بمنطق أكثرية وأقلية. وعمّا يشاع عن إمكان ممارسة المعارضة المزيد من الضغوط على الحكومة، قال إن أبواب الأمل مفتوحة، فـ«المبادرة العربية ستعطى حظوظها كاملة والشوارع مضبوطة»، مشيراً إلى أن الإيجابية والمهلة واضحتان. وقال باسيل إن العودة عن ضبط الشارع واردة بقرار سياسي، مؤكداً أنّ أي تحرك بسبب الوضعين الاقتصادي والمعيشي ليس مرتبطاً بالمعارضة وحدها.