فداء عيتاني
قامت الأجهزة الأمنية باستعراض للقوة خلال الفترة الماضية، عبر القبض على شبكة لالا والشيخ نبيل رحيم، لإظهار قدرات غير واقعية. ولاستكمال الصورة المضللة نسبت الى رحيم ما ليس له، من علاقات وأدوار أكبر مما يحمل الرجل. وقبل استكمال التحقيقات الأولية معه، كان الهدف إشارة سياسية وأمنية الى من يهمهم الأمر. ولكن كل الأجهزة الأمنية لا يمكنها أن تقنع المواطن بأن الرغيف سيتوقف عن الوصول إليه بسعره الطبيعي، ولا ارتفاع أسعار القمح في العالم يمكنه إقناع الأفواه الجائعة بأن تدفع أكثر مما تملك أصلاً، وإذا كانت التحركات الشعبية قد تركزت في الضاحية فلأن الأجواء السياسية والحزبية هناك سمحت بذلك حالياً، رغم هدنة طويلة تزمع كل من المعارضة والأكثرية الركون إليها والحفاظ عليها.
المشكلة ستكون فقط إذا اعتبرت أطراف المعارضة أن تحرك الشارع يصلح لجس نبض الاكثرية وما بقي من حكومة، والمشكلة الكبرى أن تعتبر الاكثرية أنها، بتحقيق شعار الحرية والسيادة والاستقلال، ستطعم المواطنين من سمكة واحدة وتسقيهم من جرعة ماء وحيدة كما فعل المسيح.