strong>وفاء عواد
أليس للسعودية «حلفاء» في لبنان، «تمون» عليهم للتجاوب مع مقتضيات المبادرة العربية؟ وهل حلّ الأزمة يستدعي فقط ضغط دمشق على «حلفائها» للقبول بالخطة العربية؟ أما من دور للمملكة في هذا الإطار، تجنّباً لنقل الأزمة من التعريب إلى التدويل؟
هذه الأسئلة لم تأتِ من عدم، بل فرضها التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الفرنسي برنار كوشنير، في الرياض التي ودّعت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي واستقبلت الرئيس الأميركي جورج بوش.
فتصريح الفيصل لم يخلُ من انحياز واضح إلى فريق الموالاة، عبر دعوته دمشق إلى «إقناع حلفائها في لبنان بقبول الخطة العربية لحل أزمة الرئاسة»، ما ولّد انزعاجاً في صفوف المعارضة التي وضعت كلامه في خانة «توجيه الرسائل إلى عناوين خاطئة»، على حدّ قول مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله نوّاف الموسوي.
وفي جردة سريعة، يذكّر الموسوي بأن «مطالب المعارضة محقّة وثابتة، على قاعدة تحقيق الشراكة الوطنية، إنقاذاً للبنان من أزمته وإخراجاً له من محنته»، و«لا يمكن قوة في العالم أن تثنيها عن مطالبتها بالمشاركة على أساس فعلي». أما التهويل فـ«لا يهوّل على المعارضة، ولا يقدّم التهويل ولا يؤخّر في تمسّكها بموقفها».
وعما إذا كان كلام الوزير السعودي ينطوي على نعي المبادرة العربية تمهيداً لتدويل الأزمة، يرى الموسوي أن «لا طائل من الحديث عن التدويل»، متسائلاً: «هل بإمكان الدول أن تعيّن للبنان رئيساً؟»، ومحذّراً من أن إمكان حصول هذا الأمر «لن يتعدّى إطار القرار. والنتيجة لن تكون سوى الدفع بالأزمة إلى أقصى الحدود».
وحيال هذا الواقع، ومن وحي «الإيجابية» التي تنتهجها المعارضة في تعاملها مع «البنود الواضحة» للمبادرة العربية، يخلص الموسوي إلى القول: «كان الأَولى بالسعوديين التحرّك وبذل الجهود على خط الفريق المستأثر، الذي يمونون عليه، بدلاً من توجيه الرسائل إلى عناوين خاطئة».
ومن موقعه المعارض، يحذّر رئيس «جبهة العمل الإسلامي» الداعية فتحي يكن من أن الموقف العربي الرسمي «مساير إلى حد كبير لأميركا»، مشيراً إلى أن المعارضة في موقع «المتحالفة راديكالياً مع كثير من القوى الإقليمية والدولية، ومنها سوريا، في مواجهة الإمبريالية الأميركية المتغطرسة».
ورداً على دعوة الفيصل، يلفت يكن إلى أن المعارضة «لا يمكنها أن تقدّم المزيد، وهي التي لم تعد تمتلك أي ورقة»، و«إن كان لا بدّ من الضغط، فليكن على حلفاء السعودية في لبنان»، وذلك من أجل «إجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون جديد، أو إعطاء المعارضة الثلث الضامن، أو القبول بمبدأ المثالثة في التشكيلة الحكومية»، مستنداً إلى اعتباره أن «السعودية تمتلك في لبنان أكثر مما تمتلك سوريا من أوراق».
من جهته، يختصر عضو «اللقاء الوطني» خلدون الشريف حلّ الأزمة السياسية بـ«إعطاء المعارضة الثلث الضامن، وهو ليس أمراً صعباً»، واضعاً الدعوات العربية والدولية التي بدأت تصدر في باب «التهويل بتدويل الأزمة اللبنانية»، وذلك لـ«وضع عصا في يد موسى، يخبط بها لمصلحة الموالاة».