فداء عيتاني
وداعاً سعادة السفير. لك في الوداع المختلف الذي حظيت به عزاء، ولنا في من فقدنا من مدنيين رجاء. اليوم تتلقى استنكارات على هاتفك الآمن في السفارة، ويكبر وزنك وحجمك في بلادك، ولك في من سبقك من سفراء أتوا إلينا قبل أن يصيبوا بلاداً أقل حظاً منا بمصائبهم، لك فيهم عبرة ومثال. فها هو زميلك ينتقل من لبنان إلى بغداد، قبل أن يعود إلى أراضيكم فيلقى المحاكمة. إلا أن الأمر يستحق المحاولة، وخاصة أن بلادك مصرّة على إعطاء من زار هذه البلاد وانغمس في لعبة الدم والموت والتحريض الطائفي وعرقلة الحلول واللعب على التناقضات، مصرّة على إعطائه مكانة مميزة ومستقبلاً مشرقاً.
ولنا فقط الرجاء بأن يكون مصيرنا أفضل من حال العراق، علماً بأنكم لا تميزون بين لبنان وأفغانستان والسودان، إلا بمقدار.
مؤسف أن نسمع المزيد من التفجيرات. مؤسف أن كل مساعداتكم العسكرية انصبّت على مخيم للاجئين دون أن تستبق نوعاً مشابهاً من أعمال الإرهاب، ومُشين أن نرى الناس تموت في شوارعنا، ومخجل أن نكتفي بالقول إن هذا بعض ما زرعتم بأيديكم.