المديرج ــ عامر ملاعب
لا تزال منطقة من الضغط الجوي المرتفع مصحوبة بكتل هوائية باردة تؤثر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الجوّ اليوم قليل الغيوم يتحول خلال النهار إلى غائم جزئياً مع استمرار الارتفاع التدريجي في الحرارة. ويستمر خطر تكون الجليد على الطرقات الجبلية والداخلية ليلاً.
موجة الصقيع المستمرة في المناطق الجبلية، لليوم الرابع على التوالي، في ظاهرة غير مسبوقة منذ عشرات السنين حسب ما أكد المسنون، وخصوصاً أن درجات الحرارة تدنّت إلى مستويات غير معهودة وصلت في منطقة المديرج ــــــ ضهر البيدر الى 10 درجات تحت الصفر، فيما وصل الجليد إلى تخوم العاصمة بيروت، ولا سيما في الكحالة وبعض أحياء من الجمهورإلّا أن الجليد الذي غطّى المرتفعات والطرقات، تركّز بشكل كبير في المناطق التي يزيد ارتفاعها على الخمسمئة متر، فيما لم تجد كميات الملح التي تقوم بنثرها فجراً ثلاث ملاحات آلية تابعة لـ«مركز جارفات الثلوج في المديرج» على الطريق الدولية بين شتورا المديرج ضهر البيدر وصوفر نزولاً إلى عاليه، بسبب موجة الصقيع الشديدة، ما حال دون تفاعل الملح مع الجليد، فضلاً عن عودة تجمد المياه، الأمر الذي استدعى فرق الأشغال في مركز المديرج إلى تسيير الملاحات مرات عدة نهاراً.
وواجهت المواطنين مشكلات كبيرة لجهة تجمّد المياه داخل التمديدات ما حال دون وصولها إلى المنازل، فضلاً عن انفجار شبكات المياه الظاهرة في عدد من القرى والبلدات.
وفي جزين سجلت حوادث عدة على الطرقات بسبب تزحلق السيارات، كما شهدت المنطقة تكوين طبقة من الجليد على طرقاتها بسبب تدني درجات الحرارة.
وسبّبت موجة الصقيع حوادث وانزلاقات في منطقة بنت جبيل ذهبت ضحيتها أمس المواطنة علياء زين الدين من بلدة صفد البطيخ ومواطن آخر من بلدة الصواف، كما أدت إلى إتلاف المواسم الزراعية الموسمية والعديد من الخيم الزراعية.
وفي النبطية، أدّى الجليد على طريق عدشيت ــــــ جبشيت الى تدهور سيارة ممّا سبب إصابة سائقها برضوض وكسور، كما تدهورت سيارة مرسيدس على جانب طريق زبدين، ما أدى إلى جرح ثلاثة من
ركابها.
من جهة ثانية، أدى عدم هطل الأمطار والجفاف الذي أحاط بشهري كانون الأول وكانون الثاني إلى هبوط منسوب المياه في بحيرة القرعون إلى ما دون المعدل العام، حيث وصلت كمية المياه الى ما يقارب 47 مليون م3، علماً أن المعدّل العام قياساً للسنوات العشر الماضية حتى أواخر عام 2007 يفترض أن يكون 70 مليون م3.