149; فرنجيّة: البطريرك موظّف لدى السفارتين الأميركيّة والفرنسيّة
موسى مجدّداً في بيروت اليوم وصفير يرى التدويل أبغض الحلال
يعاود الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم مهمته الصعبة في لبنان، بحثاً عن مخرج للأزمة المستفحلة بين الموالاة والمعارضة من دون ظهور أي معطيات لإنجاز ما فشل في تحقيقه خلال زيارته الأولى الأسبوع الماضي


على وقع التهديد بتدويل الاستحقاق الرئاسي الذي وصفه البطريرك الماروني نصر الله صفير بأنه «أبغض الحلال»، وتراجع نسبة التفاؤل لأول مرة عند رئيس المجلس النيابي نبيه بري بحسب ما لاحظ زوّاره، أمس، يعود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى بيروت، اليوم، حاملاً آليات لوضع المبادرة العربية موضع التنفيذ.
وأفادت أوساط المعارضة أن موسى سيحمل اقتراحاً بالاستعاضة عن عقد لقاء بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري باجتماع بين ممثل عن عون وآخر عن الأكثرية، علماً بأن هذا الفريق يرفض اللقاءات الثنائية، مفضلاً عليها طاولة حوار موسعة. وأكّد موسى الزيارة، معلناً أنه سيتوجه غداً إلى سوريا ثم يعود مجدداً إلى لبنان.
وأضاف «الموقف في لبنان يحتم علينا السعي بكل ما نستطيع للإحاطة بالأزمة اللبنانية»، مشيراً إلى وجود مساع دولية لنقل الملف اللبناني إلى مجلس الأمن. وأوضح أنه أجرى منذ عودته إلى القاهرة، السبت الماضي من بيروت، اتصالات مع عدد كبير من الدول العربية وتلقى اتصالات من أطراف إقليميين ودوليين.

التدويل يحدث خراباً ولكن...

في غضون ذلك، برز موقف لافت للبطريرك صفير من موضوع التدويل، واصفاً إياه بأنه «أبغض الحلال، ويبدو أننا مقبلون عليه». وحذر من أنه سيحدث خراباً، ورأى «أن العائق أصبح من داخل لبنان أكثر مما هو من خارجه، مبدياً اعتقاده بأن هناك تواطؤاً بين بعض اللبنانيين والخارج».
وشدد صفير خلال استقباله وفداً من نقابة المحررين برئاسة النقيب ملحم كرم على «أننا مع الحل اللبناني أولاً، ومع الحل العربي ثانياً، ومع الحل الدولي ثالثاً، ولكن في كل هذه المراحل صعوبات وربما كان الأصعب هو الحل الأخير وربما يأتي على حسابنا». ولفت إلى «أن الشعب الذي لا يتمكن من اختيار نوابه لا أدري ما إذا كان باستطاعته أن يختار دفعة واحدة رئيساً للجمهورية».
وتعليقاً على هذه المواقف، قال رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية «مع احترامي لبطريركنا، هو موظف عند السفارة الأميركية وعند السفارة الفرنسية»، مشيراً إلى أن علاقته مع بكركي في السياسة سيئة جداً «فسيدنا البطريرك هو أقرب إلى الغرب سياسياً، ونحن أقرب إلى الشرق».
وسأل: ماذا سيفعل التدويل؟ سيحضرون لنا حامد قرضاي، لدينا الآن حامد قرضاي، ماذا سيفعلون، سيحضرون آخر كالسنيورة».
ورأى فرنجية، بعد زيارته الرئيس السابق إميل لحود والعماد عون ومقر حزب الطاشناق، أنه لا أحد أشطر من الموالاة «في طلب التدويل والوصاية وهم غاضبون من سوريا لأنها لا تمارس الوصاية»، مؤكداً أن سوريا «لا تسمح لنفسها بأن تتدخل معنا لأن ذلك لا يخدم مصلحة لبنان ومصلحة المعارضة اللبنانية ولا نحن نقبل أن نقضي على أنفسنا إذا اتفق السوريون مع السعوديين أو مع الأميركيين».
ولفت إلى أن التفاؤل ضئيل «لكن نبقى متفائلين رغم أن المبادرة العربية هي طرح للأكثرية اللبنانية بصيغة دبلوماسية أفضل، لا شيء جديد، فهمناها 10+10+10 أتى ليترجمها لنا الأمين العام عمرو موسى على أنها 14+6+10 وهذا أمر مرفوض من قبلنا، وهو سيعود ليضع طروحات جديدة، وسنرى إن كانت هذه الطروحات ستريح المعارضة».
وأكد أن «خطوات المعارضة ستحصل، لكن ما دام هناك بصيص نور وأمل بمبادرات يمكن أن توصل إلى حل فالمعارضة لن تكون المعرقلة»، مشدداً على أن لقاء عون ـــــ الحريري أساسي، معتبراً «أن الرفض لهذا الحوار إهانة لجزء كبير من الشعب اللبناني وإهانة أساسية للطائفة المسيحية لأن المسيحيين اختاروا العماد عون ممثلاً لهم».
من جهته، توقف «اللقاء الوطني» خلال اجتماعه في دارة الرئيس عمر كرامي عند «التصريحات التي صدرت أخيراً عن أكثر من مسؤول عربي ودولي تناولت تدويل الاستحقاقات اللبنانية مع إيحاءات تهويلية على هذا الصعيد»، محذراً من أن «مثل هذا الأمر ينطوي على مساس أكيد بمفهوم السيادة الوطنية وهو غير جائز وفقاً لأحكام وقواعد شرعة الأمم المتحدة، إضافة إلى ما يمكن أن يترتب عليه من انعكاس مباشر على صعيد وحدة الوطن واستقراره». ورأى اللقاء أن المبادرات ينبغي أن تبقى متسمة بالطابع الموضوعي وغير المنحاز، مع إصراره على وجوب استمرارها.
ورداً على سؤال، أكد كرامي «أن الوضع اللبناني دقيق وحساس وأنه لا يمكن حل هذا الموضوع إلا بصيغة لا غالب ولا مغلوب، وهذه الصيغة نفهمها بأنه يجب أن يكون للمعارضة مشاركة حقيقية في حكومة الوحدة الوطنية».
من جهته، أكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال مجلس عاشورائي أن «كل النقاشات عند جماعة 14 شباط تركز منذ سنة ونصف تقريباً على حلول ليس فيها مشاركة، وهذا يعني أن المشكلة ستبقى طويلاً بسبب أدائهم».

14 آذار: الأولويّة لانتخاب رئيس الجمهورية

وفي مقابل تلويح المعارضة بتصعيد تحركاتها، أكدت لجنة المتابعة لقوى 14 آذار «أن أي مشروع انقلابي سيواجه ويجهض من الشعب بحزم، كما أجهضت سابقاً كل المحاولات الانقلابية بصمود أنصار المشروع الاستقلالي وعزيمتهم». ورأت بعد اجتماعها في قريطم، أمس، «أن الأولوية السياسية المصيرية في هذه الفترة هي إنجاز الاستحقاق الرئاسي بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية»، مستغربة «صدور عدد من المواقف عن قوى الثامن من آذار لا توحي بنية جدية للسير في التسوية العربية». ونسبت إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله «طرح قضية الحكومة الإسلامية»، معتبرة أن هذا الأمر يثير هواجس ومخاوف قسم كبير من اللبنانيين».
وفيما غاب عن البيان الموقف من موضوع الحوار مع العماد عون، استبعد وزير التنمية الإدارية جان أوغاسابيان عقد اجتماع بين الطرفين، بينما رأى وزير الإعلام غازي العريضي أن الحل ليس مرتبطاً بهذا اللقاء، وقال: «لو كان ثمة إرادة للحل عند المعارضة لكنا ذهبنا إلى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المبادرة العربية».
من جهته، تمنى الرئيس سليم الحص مع عودة موسى أن لا يعترض أي من الفريقين على حوار يعقد بين فريقي النزاع. واقترح في حال عقد حوار بنّاء «الإقلاع عن فكرة الحكومة الثلاثينية وتبني فكرة حكومة أصغر حجماً ينتفي الإشكال بوجودها. ففي حكومة من عشرة أعضاء يمكن توزيع الحقائب 4 للأكثرية وثلاثة للمعارضة وثلاثة للرئيس. بذلك يكون للأكثرية النيابية أكثرية في مجلس الوزراء ولكن دون الثلث المعطل. وكذلك الأمر فيما لو اعتمدت صيغة حكومة من 16 وزيراً، حيث يكون للأكثرية ستة وللمعارضة خمسة وللرئيس خمسة. والبديل هو الإقلاع عن حكومة الوحدة الوطنية لمصلحة حكومة من الحياديين، كما اقترح الرئيس أمين الجميّل والرئيس عمر كرامي».

مبارك يواصل تحذيراته

في هذه الأثناء، واصل الرئيس المصري حسني مبارك تحذيره «من خطورة الموقف في لبنان في المستقبل»، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي عبد الله غول «إذا كانوا (اللبنانيون) راغبين في الحل فإن المبادرة العربية هي أفضل مبادرة وتعتبر قاعدة لحل هذه المشكلة لاختيار رئيس جمهورية للبنان».
وأعلن مبارك وغول تلاقي وجهات النظر على ضرورة الوفاء بالاستحقاق الرئاسي في لبنان على نحو عاجل دون إبطاء.
ورأى الرئيس التركي أنه لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ثم بعد ذلك حل المشاكل الأخرى.