نادر فوز
ثنائي، جماعي، بحضور عربي، بحضور دولي، لا تزال كل هذه الأشكال تناقش في الصالونات السياسية، فيما يصل إلى بيروت اليوم الأمين العام لجامعة الدول العربية، حاملاً آليات إطلاق الحوار الداخلي. ورغم الاهتمام الكبير بزيارة عمرو موسى، لفتت أوساط مقرّبة من الفريقين المتنازعين إلى أنّ الآمال المعلّقة على الجولة ليست كبيرة نظراً إلى عدم استعداد السلطة «للتراجع عن أي فاصلة في موقفها» كما أشار أحد أركان الموالاة من جهة، و«ضرورة كسر الاستئثار والتسلّط» على ما تقول الجهة الأخرى.
ترفض الموالاة محاورة العماد عون المنتدب من المعارضة، فيما تصرّ الأخيرة على عدم جدوى أي لقاء موسّع، بينما اللقاءات الثنائية لم تُخرج إلى العلن أي تفاهم بين الطرفين.
يضع عضو الكتلة الشعبية في زحلة المنضوية في التحالف مع كتلة التغيير والإصلاح، النائب حسن يعقوب، رفض الطرف الآخر الجلوس مع العماد عون في باب «الهروب من إمكان بتّ الأمور، كما أنّ الحريري غير مخوّل خارجياً حسم هذه القضايا»، وأنّ مصلحة هذه القوى الاستفادة من الفراغ وإمرار الوقت وإبقاء الرئيس السنيورة في الحكم. وقال يعقوب إنّ عدم محاورة عون يأخذ منحى آخر يتمثل في إبعاد الأطراف المسيحيين عن الملف الرئاسي، «مما يتناقض مع ما تقوله الموالاة من أنّ هذا الملف هو في أيدي مسيحيي الموالاة».
وأمل يعقوب أن يحمل المحاور العربي اقتراحات جديّة وجديدة، بعدما عجز عن تأمين لقاء ثنائي بين الطرفين، في حين «رفض الحريري الأمر بعد تلقيه الدعم العربي، وربما الدولي». وأكد يعقوب أن استمرار الوضع كما هو من شأنه زيادة الأزمة تعقيداً عبر تضخم التدخلات الخارجية و«محاولة وضع مفتاح الأزمة في مكان آخر»، أي النظام السوري.
من جهته، أعلن النائب عباس هاشم، عدم التبلغ بما قاله وزير الخارجية الفرنسي عن لقاءات ستجمع الأفرقاء اللبنانيين. ونفى إمكان حصول أي اجتماع موسّع في ظل رفض الحريري لقاء عون، مشيراً إلى أنّ «هاجس الخوف يمنع الموالاة من الموافقة على هذا الاقتراح»، مضيفاًَ أنّ عون لا يستمد شرعيّته المسيحية من الحريري «كما تستمدها بعض الزعامات الكاريكاتورية في الموالاة». وقال إنّ لقاء عون ـــــ موسى تحدّد نهار غد الخميس، لافتاً إلى عدم وجود مشروع اقتراح يمكن أن يتناوله الطرفان، وإن الغموض لا يزال يكتنف المبادرة العربية. وشدّد هاشم على تدهور الأوضاع المعيشية، مستغرباً سكوت المواطنين عن المطالبة بأبسط حقوقهم، كما عنون المرحلة بـ«زمن اللحظوية والتحدي في ضبط الشارع».
أما عضو «المستقبل»، النائب مصطفى علوش، فقد أكد إيجابية موقف الموالاة من المبادرة العربية وموافقتها «التامة» على كل بنودها، مشيراً إلى ضرورة انتظار لقاء عون وموسى. وقال إنّ الحوار بين عون والحريري سيؤدي إلى الدخول في متاهات لا علاقة لها بالمبادرة، «مما يساهم في إضاعة الوقت والعودة إلى الصفر».
وشدّد علّوش على أنّ السلطة ستوافق على إجراء حوار مفتوح وموسّع بين الأطراف برعاية الجامعة العربية، لافتاً إلى أنهم سيكملون «مبادرتهم في انتخاب العماد سليمان في حال فشل المبادرة العربية»، معتبراً أنه يمكن المواقف السلبية أن تظهر إلى العلن في أي حوار. ونفى أن يكون قصده من ذلك اعتماد النصف الزائد واحداً، فالحاجة هي إلى تعديل الدستور وتأمين الثلثين لانتخاب سليمان، وأما المطالبة بمحاورة عون «فاختباء وراء الأصبع لإفشال المبادرة العربية».