باريس ـ بسّام الطيارة
خفّفت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال أندرياني من «تهديدات» الوزير برنار كوشنير بنقل الملف اللبناني إلى مجلس الأمن، التي أطلقها خلال مؤتمر مشترك عقده مع نظيره السعودي سعود الفيصل في الرياض، أول من أمس، معتبرة أن كوشنير قصد الإشارة الى أن «للأمم المتحدة دوراً مهماً جداً في الملف اللبناني».
وفي معرض تجديد إعلانها موقف بلادها «الداعم بقوة للمبادرة العربية»، مرفقاً بالتذكير بمجمل البيانات التي صدرت عن باريس، نفت أندرياني أن يكون حديث كوشنير «مبادرة جديدة»، فـ«كل ما في الأمر هو إشارته الى دور الأمم المتحدة في ملف لبنان».
ورداً على سؤال وجّهته إليها «الأخبار»، عما إذا كان المقصود من مداخلة الوزير الفرنسي هو التوجه نحو مجلس الأمن في حال عدم انتخاب الرئيس العتيد، أجابت أندرياني: «إن مجلس الأمن منكبّ على هذه المسألة في كل الأحوال، وكل شيء متعلّق بتطور الحالة على الأرض. والوزير كوشنير أراد القول إنه إذا ظهرت صعوبات جديدة، فإن مجلس الأمن سوف يبحث في الأمر»، و«هو لم يقم إلا بالتذكير بواقع الحال، وهذا شيء طبيعي»، حسب ما قالت.
وفي هذا السياق، أشارت مصادر مطلعة الى أن اللجوء إلى مجلس الأمن سيكون «كالكي، آخر العلاج»، إذ إن «الفرقاء اللبنانيين وعدداً من العواصم العربية يحذرون من عودة استعمال عصا مجلس الأمن الغليظة التي باتت تثير حساسية كبرى لدى الرأي العام العربي بشكل خاص»، إلا أن هذا الواقع لا يمنع المراقبين من التداول في حيثيات قرار يمكن أن يصدر حسب ما يتسرّب من وراء الكواليس، رغم أن جواب الناطقة الرسمية كان حازماً وقاطعاً بقولها «إننا لا نحضّر قراراً جديداً».
ويرى بعض هؤلاء المراقبين أن القرار «لا بد أن يكون مفتاحاً لباب الانتخابات الرئاسية، حتى يكون هناك حد أدنى من المؤيّدين له أو من غير المعترضين». وبالتالي، فإن من المتوقع، إذا بدأت صياغة نهائية لمثل هذا القرار، أن يشير إلى ضرورة انتخاب الرئيس المتوافق عليه ضمن مهلة معينة. ويرى البعض أن هذا التوجه «قد يفتح باب المجلس النيابي»، وخصوصاً أن الرئيس الفرنسي شدّد على مسألة «المجلس النيابي المغلق بوجه النواب»، خلال جولته الخليجية.
ورغم استبعاد ذكر سوريا بالاسم في القرار وتوجيه التحذيرات إلى «المعرقلين» بصورة عامة وضبابية، لأن سوريا «ليست مستهدفة اليوم، إلا إذا مدّت يد المساعدة الى منظمات إرهابية»، فإن المطلوب هو «أن تساعد في الضغط على المعارضة للقبول بالمبادرة العربية»، وفق قول مصدر دبلوماسي مسؤول لـ«الأخبار».