فداء عيتاني
كل من عاش ارتكابات الجيش السوري ومخابراته في لبنان توسّم خيراً في ثورة الأرز، أعداءً كانوا أو أصدقاء لرفيق الحريري وخطته الاقتصادية وخطه السياسي. كان الجميع يعتقد في لحظة مصيرية أن القوى المتحالفة يمكنها أن تعيد صياغة تاريخ البلاد من حيث إعادة اعتبارها إلى نفسها، وإعادة اعتبارها إلى طموحات اللبنانيين كمقدمة ضرورية للوصول الى النقد الذاتي بين هذه القوى، وتعديلات بنيوية في تركيبة النظام الطائفي المتوازن بغيره، وغير القادر على القيام بنفسه بمستوجبات مهماته المحلية والإقليمية.
طموح مشروع عبّر عنه الجمهور اللبناني العريض، تداخل مع أسباب طائفية وتركيبات اجتماعية ومناطقية معقّدة، إلا أن الأغلب الأعمّ من المواطنين رأى أن يوم 14 آذار هو يوم قيام جمهورية حديثة مستقلة فعلاً، يمكنها البدء بسياق يقطع مع ما قبلها من دولة تخلّف طوائفي.
إلا أن وقوف شاب من 14 آذار على منبر الصرح البطريركي ليقول إن الكلام ضد جهة دينية هو لـ«ضرب مرتكزات الوجود المسيحي في لبنان»، كاف لتبديد وهم أصبح عمره أكثر من عامين ونصف. وداعاً أيتها الثورات الجميلة، وأهلاً بنعيق الطوائف.