صور ــ آمال خليل
في الوقت الذي يحتفل فيه الفاتيكان والعالم بعام بطرس وبولس بدءاً من 29 حزيران 2008، يستعيد القديسان الحياة بإعلان مطرانية صور المارونية كنيستيهما في جوار النخل ومخيم البص في منطقة صور، محجّاً ومزاراً للمؤمنين بالتزامن مع إنجاز المشروع القطري لترميم دور العبادة عملية ترميمهما إثر تعرضهما للقصف خلال عدوان تموز، بحسب الأب شربل عبد الله كاهن رعية صور المارونية.
وإذا كان الإعلان والترميم يعززان موقع كنيسة مار بولس في مخيم البص، فإنهما يعيدان الموقع والسمة إلى كنيسة مار بطرس المهجورة في جوار النخل الواقعة في نواحي قدموس والمتروكة وحدها بين البساتين بعد تفرق أهلها بسبب الحرب الأهلية والاعتداءات الإسرائيلية، حظيت «بفضل» القصف الذي تعرّضت له في عدوان تموز بأن تعود إلى دائرة الاهتمام مجدداً إثر تبني دولة قطر ترميمهابعد تجاهل تام تعانيه منذ عام 1978 في ذكرى بنائها الرابعة والعشرين على يد الشيخ فؤاد الخوري شقيق الرئيس بشارة الخوري، الذي كان يملك بساتين شاسعة يسكن فيها مئات العمال من منطقة الدامور الذين احتاجوا لكنيسة قريبة لإقامة الصلوات في المنطقة الخارجة عن نطاق مدينة صور حيث تقع المطرانية المارونية. ومع اندلاع الحرب الأهلية، ترك العمال المنطقة وبدأ فؤاد الخوري ببيع أملاكه تدريجاً إلى العائلات الصورية ومنها آل الحسيني وعون، وخصوصاً بعد الدمار الذي حلّ بقصره المجاور للكنيسة بسبب القصف الإسرائيلي، ثم وهب أرض الكنيسة وجوارها إلى المطرانية المارونية في صور. وعلى مر السنوات، بنيت منطقة قدموس السكنية الواقعة على تلال جوار النخل والمشرفة على الكنيسة ومن حولها البساتين، لكن المؤمنين الذين تنتظرهم الكنيسة كانوا بعيدين عنها ما سمح للنهب والتخريب بأن يعيثا فساداً فيها. أما الآن فيشكل افتتاح الكنيسة مجدداً وتنصيب كاهن فيها، خدمة للمؤمنين المقيمين في العباسية وجوارها.
وتعمل ورشة الترميم القطرية الجارية على تعزيز الطراز المعماري الذي بنيت عليه الكنيسة المبنية بالحجر الصخري والذي يحاكي هندسة البيت اللبناني التراثي العمودي في السطح القرميدي والنوافذ والمدخل.