صيدا ـ خالد الغربي
أمام مسجد خالد بن الوليد في مخيم عين الحلوة الذي بات يمثّل «معقلاً» لأنشطة حركة حماس، احتشد مئات الفلسطينيين من مناصري القوى الإسلامية، بدعوة منها، تعبيراً عن التضامن مع قطاع غزة الذي يبدو كأنه على أبواب اجتياح إسرائيلي، وللإعلان عما يشبه «الجهاد» ضد«الطواغيت» الأميركية والإسرائيلية.
«سنزلزل الأرض، ولتشهد ميادين الجهاد. والله على ما أقول شهيد»، قسَم يطلقه واحد من عشرات الشبان الملتحين يلهب حماسة الجمهور، ويزيد من وتيرته كلام عال وخطبة «جهاد» من القيادي في «عصبة الأنصار الإسلامية» أبو شريف عقل توعّد بها بـ«أحب شيء إلى نفوس المجاهدين» وهو «القتال في سبيل الله»، معلناً أن «المئات من مجاهدي عين الحلوة يريدون أن يخرجوا الى ساحات الشهادة»، وأن «الجندي الأميركي عندما يرسلونه الى العراق يبكي، وكذلك اليهودي عندما يذهب الى غزة، وسنردّ على هؤلاء في كل ساحات الجهاد، وإخوانكم في مخيمات اللجوء معه بكل ما يملكون بالدعاء والسلاح، وإن شاء الله سترون منا ما يفرح القلب وتقر به أعينكم».
يقول أبو شريف، ملوحاً ببندقية m-18 الأميركية الصنع إن «اليهود لا يفهمون إلا بهذه اللغة»، داعياً «أجنحة القسّام وسرايا القدس وجيش الإسلام (الذي تردد أخيراً أنه جناح القاعدة في فلسطين) إلى رد الفعل، ونريد أن نرى عمليات كتلك العياشية (نسبة الى الشهيد يحيى عياش) والحافلات الإسرائيلية تحترق وفيها قتلى من نسائهم وأطفالهم كما يقتلون أطفالنا، لتشفي صدور قوم من المؤمنين»، مذكراً بعشرات «الجهاديين الذين ذهبوا الى العراق لمقاتلة الأميركان... لكن أحب شيء على قلبنا هو القتال في فلسطين».
المشاركون لوحوا بالرايات الخضراء منددين بالصمت. وعلى رغم التأكيدات بأن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى المنطقة هي ضوء أخضر لما يجري من عدوان إسرائيلي، إلا أن كثيرين، ولا سيما من المتحدثين، آثروا عدم تسمية بعض الدول بمسمياتها (ولا سيما دول الخليج) فتم النأي بها.
القيادي في «حماس» ياسر عبد الهادي دعا في كلمته أمام المعتصمين الى «طاولة جهاد لمواجهة العدوان»، كما دعا إلى تحصين الساحة الداخلية والوحدة، لافتاً الى أن «العدو سيلقى دروساً في المقاومة وسيهزم».
وكانت لمنظمة التحرير الفلسطينية كلمة في الاعتصام ألقاها القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الله الدنان، كلمة حمراء وسط الرايات الخضراء لاقت استحسانا، دعا فيها الى «فلسطنة التصدي»، مؤكداً أن كل الأطياف الفلسطينية معنية بردع الاحتلال.