علي محمد
قد يكون المواطنون اعتادوا التفجيرات المتنقلة والعبوات المزروعة من وقت لآخر، بحسب ما صرّح لـ«الأخبار» أمس عدد من أصحاب المنازل والمحال المحيطة بمكان انفجار الكرنتينا، الذي وقع يوم الثلاثاء الفائت موقعاً 3 قتلى ونحو 30 جريحاً وأضراراً مادية جسيمة. لكن ما لم يعتادوه بعد هو تبعات كل انفجار، وإقفال الطريق أمام منازلهم ومصالحهم. لودي أبي أنطون، تملك هي وزوجها مطعماً صغيراً في المنطقة القريبة من مكان انفجار الكرنتينا، وتعتمد في عمل المطعم على العمال الذين يأتون إليها يومياً للغداء. لكن الطريق التي قُطِعت بفعل الانفجار والتحقيقات اللاحقة «قطعت برزقنا» كما تقول أبي انطون متحسّرة. تشير إلى قطعة النايلون التي ألصقتها على زجاج الباب الأمامي الذي تكسر من قوة الانفجار، وتقول: «كنت أنوي إصلاحه، لكن عسكريين كانا عندي لتناول الطعام، وقالا لي إنني إذا أصلحته على نفقتي، فستمتنع الدولة عن دفع التعويض. وبعدنا ناطرين». وكأكثر الذين تضررت أرزاقهم جراء الانفجار، بدأت لودي بانتقاد أداء أجهزة الدولة بعد كل حادث: «شو فايدة تسكير الطريق، ما في نتيجة. هيدي مش أول مرة. مع كل انفجار بسكروا الطريق شهور وبعدين ما منوصل لشي، ليش قطع الأرزاق؟». وبانتظار التعويضات وقرار قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر بفتح الطريق، لم يسع المواطنون الذين التقتهم «الأخبار» أمس سوى صفق راحتيهم والقول «الله يفرجها».
وبعد ثلاثة أيام من الانفجار، بدأ سكان المباني المحيطة يُصلحون المُلِحَّ من الأضرار، كالأبواب الخارجية، و«يرقعون» الأضرار الجانبية كزجاج الشبابيك بانتظار «همّة الدولة في مسح الأضرار» كما يوضح أحد السكان.
المكان المحيط مباشرة بمسرح الجريمة مغلق بشدة، وعبارة «ممنوع التصوير تفضلوا لبرّا» تكررت مراراً على ألسنة عناصر الجيش الذين لديهم أوامر مشددة بمنع اقتراب الإعلاميين. مسرح الانفجار مزنّر بشريط أبيض. في العادة، تستخدم أجهزة التحقيق في الحوادث المماثلة شريطاً أصفر كُتِبَ عليه: ممنوع الاقتراب ــ مسرح جريمة. لكن في الكرنتينا، أحيط مكان الانفجار بشريط كُتِبَ عليه «ماراثون بيروت».
وأمس، أنهى المحققون تركيب خيمة فوق مكان الانفجار، وزاره محققون لبنانيون وأميركيون لجمع الأدلة. من ناحية أخرى، أعطى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد الإشارة بتسليم جثث القتلى الثلاثة إلى ذويهم أمس، وذلك بعد الانتهاء من الكشف عليها من جانب الأدلة الجنائية والأطباء الشرعيين والمحققين الأميركيين.