ثائر غندور
من المرّات النادرة التي يتفّق فيها فريقا الأزمة اللبنانيّة، روايتهما عن اللقاء الرباعي الذي عُقد أمس. فمصادر الطرفين تؤكّد أن فريق الموالاة وافق على عقد لقاء بين النائبين سعد الحريري وميشال عون، شرط حضور الرئيس أمين الجميّل.
ووفق المعارضة، فإن مسيحيي الأكثريّة حاولوا عرقلة اللقاء، ولكن عندما شعروا بأن الأمر خرج من أيديهم طالبوا بإشراك الجميّل. من جهته، يقول أحد أركان الموالاة إنهم قبلوا باللقاء حتى يكشفوا مناورة المعارضة «القائمة على التعطيل بذريعة التفاوض».
بدوره، يقول أحد المقرّبين من الجميّل إن بلورة اللقاء حصلت في الاجتماع المسائي الذي عقد أول من أمس، إذ طلب موسى من 14 آذار التجاوب معه والاجتماع بعون، «رغم أننا نعتقد أنه لا جدوى من الاجتماع، لكننا لا نريد أن نظهر وكأننا معرقلون». ورأى أن سبب غياب زعيم القوّات اللبنانيّة سمير جعجع يعود إلى أنه وضع نفسه في «بيت اليكّ» عندما قال إنه لا جدوى من المفاوضات. وشدّد هذا المقرّب على أن النقاش لن يعود إلى مرحلة ما قبل المبادرة العربية وترشيح قائد الجيش. وإن وجود الجميّل يسبغ على الاجتماع «شرعيّة مسيحيّة» لأن رئيس الكتائب هو «الزعيم المسيحي الأول في 14 آذار».
بينما تقول أوساط المعارضة إن فريق السلطة لم يعد أمامه خيار سوى محاورة عون، ورأت أن مشاركة الجميّل هي عبارة عن ورقة التين التي تغطي عورة مسيحيّي فريق السلطة، وخصوصاً أن عون ينطق باسم المعارضة ويصطفّ حزب الله وحركة أمل وراءه، فيما يتولّى الحريري المفاوضة باسم الموالاة.
ويتفق النائب المعارض والقريب من العماد عون مع السياسي الأكثري على التأكيد أن حوار الساعات التي سبقت الاجتماع لم يتضمن أي اتفاقات، بل استهلكت هذه الساعات في سبيل تأمين اللقاء.
وبعد انتهاء الاجتماع، الذي تجاوز ثلاث ساعات، اشتغلت أغلب الهواتف السياسيّة لتستقر على نتيجة مشتركة هي أن الاجتماع لم ينجح، لكونه لم يتوصل إلى اتفاق على البند الذي نوقش.
وقالت أوساط مطّلعة إن الجدل دار حول تناول البند الثاني من المبادرة، لكون البندين الآخرين تم الاتفاق عليهما.
وفي بداية الاجتماع، شرح موسى بإسهاب الموقف العربي وأخطار التدويل، وضرورة خروج المجتمعين باتفاق، حتى لا يحصل التدويل وكي لا يتفاقم الوضع ويتطور إلى انفجار أمني. ثم سأل عون عن التفسير العربي لمبدأ «لا استئثار ولا تعطيل»، وأضاف: من يضمن ثبات الوزراء في مواقعهم بعد تأليف الحكومة؟ فأجابه الحريري إن هذا الموضوع يُطرح بعد الوفاق السياسي على البيان الوزاري.
وقال موسى إن السوريين يجب أن يكونوا إيجابيين مع هذا الموقف، وهو ما سيتناوله في زيارته إلى دمشق. وناشد السياسيين اللبنانيين أن يتداولوا الصيغة المناسبة ليناقشوا من خلالها موضوع الحكومة. وعاد عون وذكّر موسى بموضوع المثالثة، لكن البحث لم يتناول الأسماء ولا النسب.