نادر فوز
أتى موسى، التقى موسى، غادر موسى، يعود موسى. لا تزال الآمال معلّقة على الجولات الداخلية والخارجية التي يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية الذي يعود اليوم إلى بيروت على أمل أن يجمع، من جديد، الثلاثي المفاوض في لقاء ثانٍ يُسهم في متابعة جلسة أولى فضفاضة وخالية من النتائج. وأسهم هذا الحوار الرباعي الفارغ في إضفاء جو تفاؤلي، مع أنّ البند الثاني من المبادرة العربية لم يُناقَش فعلياً كما نقل المجتمعون. وأشارت إحدى الشخصيات المطّلعة على اللقاء إلى أن موسى طرح على العماد عون إبعاد الثلث الضامن عن المعارضة «واستعيضوا عن هذا الضمان بأمر آخر».
«الجوّ الجيّد أهم من بحث التفاصيل»، يقول عضو كتلة المستقبل النائب باسم الشاب، آملاً خيراً في إمكان انتخاب العماد سليمان يوم الاثنين. وقال الشاب إنّ المجتمعين يحاولون الخروج بآلية تحفظ ماء وجه كل الأطراف، على أساس بحث «صيغة تقدّم كل الضمانات لجميع الأفرقاء». وفي ما يخص البند الثاني من المبادرة العربية، رأى الشاب أنّ الحكومة المقبلة ستكون شبه انتقالية، لافتاً إلى اقتراب موعد الانتخابات النيابية، ليضيف: «التفاصيل تتبع النيّات، والنيّات جيّدة».
أما النائب المستقبلي عمّار الحوري فأكد أنّ «موضوع الثلث المعطّل شرحه موسى، ولم يعد مطروحاً للقبول أو للرفض»، مشيراً إلى أنّ الرئيس المقبل وحصّته الوزارية سيكونان الضمان لجميع الأطراف.
بعيداً عن هذه الأجواء المجتهدة في التفاؤل، رأى أحد المتابعين المحايدين أنّ الاجتماع الرباعي يمكن أن يمثّل مخرجاً لعون للقول «بأنه فاوض ليحدّد موقفه الرافض أو الموافق على المبادرة». وأكد أنه لا يمكن إجراء تعديل أو إضافة أي اقتراح إلى موضوع نسب التمثيل الوزاري، لافتاً إلى رفض كل من الثلث والثلثين. وقال إن الرئيس أمين الجميّل أبدى استعداد الموالاة لمنح المعارضة الثلث المعطّل «شرط أن يسلّم حزب الله قرار الحرب والسلم للحكومة». كما نقل المتحدث موقف الجميّل برفض حصرية التمثيل المسيحي في العماد عون، «على أن يؤخذ في الاعتبار التعديل الشعبي الكبير الذي ظهر في الانتخابات الفرعية، والتأييد المتساوي لكل من الفريقين بين المسيحيين». وأشار المتابع إلى أنّ المجتمعين أكدوا استكمال اللقاءات، مبدياً تشاؤمهم بإمكان التوصل إلى حلّ، فـ«اللقاء طبخة بحص وبعيد عن أي نقاش جدّي للبند الثاني».
ونفى ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن عقد خلوة بين الجميّل وعون قبل بدء اللقاء الرباعي، مؤكداً أنّ عامل الوقت وتأخر وصول موسى والحريري منح الطرفين المسيحيين بعض الدقائق لم يناقشا خلالها أي موضوع، مشيراً إلى أنّ الاتصالات ليست مقطوعةً، فـ«اللقاء بينهما لا يحتاج إلى سريّة».
ومن وجهة نظر المعارضة، كرّس اللقاء الأخير اعتراف الموالاة بالعماد عون مرجعية مسيحية وناطقاً باسم المعارضة، كما حقّقت الأخيرة نقطة على حساب الموالاة في المضيّ بمناقشة الحكومة قبل انتخاب العماد سليمان.
ورأى عدد من المعارضين حضور الجميّل، الذي لا يضاهي تمثيله الشعبي تمثيل عون أو جعجع، محاولة لإظهار وجود مرجعية مسيحية بعيدة عن عون «هدفها التعطيل أكثر من التوفيق لما تقدم به من مطالب غير واقعية».