فداء عيتاني
هل من يصدّق حقاً أن الكل مجمعون على الجنرال ميشال سليمان رئيساً للجمهورية؟ ربما أكثر من صدّق الأمر هو الجنرال نفسه. فبعد كل شيء، الطموحات لا تعرف حدوداً في بعض الأحيان، والأحلام كذلك، إلا أنه كان من العسير إمرار الأمر على من يتابع بهدوء ما يحصل، فلم تطرح الأكثرية اسم قائد الجيش إلا لحرقه، وهو من كان يخشى خلال المراحل الماضية تسريب اسمه مرشحاً جدياً وقوياً خوفاً من الحرق. إلا أنه، في لحظة الطموح الجارف، تخلّى عن حذره، وها هو يضع اسمه في التداول انطلاقاً من زيارة مصر، إلى تسميته مرشحاً أوحد في الاجتماع الخماسي في القاهرة. لعبت الأكثرية لعبة التنازل، وطرحت اسم الجنرال للتداول، وهي تعلم سلفاً أن الحظوظ الفعلية للرجل تقارب الصفر، ولو وقع ميشال عون في فخ رفض الجنرال لوصلت الأكثرية إلى أقصى أمانيها. إلا أن تماسك عون من ناحية، وإصرار الأكثرية على عدم تقديم تنازل جدي أديا إلى انتهاء مفاعيل ترشيح سليمان. وحتى لو طرح الاسم مجدداً، فإن الأكثرية، بموقفها السلبي من التسوية، قد منعت وصول الرجل.
هل صدقت حضرة الجنرال أن من وقف ضد ترشيحك كان يضمر حقداً شخصيا؟ أنت أذكى من ذلك.