باريس ـ بسّام الطيارة
تتابع الدبلوماسية الفرنسية باهتمام تطورات الوضع اللبناني وتترقب نتائج محادثات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق، لتبني عليها تحركها المقبل الذي ينطلق من سعيها لتجنيب لبنان «جحيم الفوضى والحرب».
وفي الانتظار، فإن لسان حال «الكي دورسيه» هو التزام «الموقف الداعم لمبادرة الجامعة العربية» مع التذكير بأوجه التشابه بينها وبين الطروحات الفرنسية التي حملها وزير الخارجية برنار كوشنير إلى المعنيين بالأزمة اللبنانية.
وأكد مسؤول دبلوماسي فضّل عدم الإفصاح عن هويته لـ«الأخبار» أن باريس «كانت تأمل انتخاب رئيس توافقي» وهو ما يفسر دعمها ترشيح العماد سليمان، بعدما «لاحظ الدبلوماسيون الفرنسيون خلال محادثاتهم مع الأفرقاء اللبنانيين، أن سليمان كان هذا المرشح التوافقي»، رافضاً القول إن «الفرنسيين قطفوا من على شجرة سليمان وباتوا يدعمونه».
وأوضح أن باريس تنتظر عودة موسى من دمشق إلى بيروت، مضيفاً أن موسى قد يعود «ويطلب منا بعد التأجيل الثالث عشر لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، إذا وجد كوّة، الدخول إلى حل».
وهل تدعم باريس مرشحاً توافقياً آخر في حال بروز اسم غير العماد سليمان؟ يجيب المسؤول الفرنسي بحزم ومن دون تردد «يس» (نعم) قالها بالإنكليزية، منعاً لكل التباس في الجواب، لكنه اشترط أن يكون المرشح الآخر محل إجماع لبناني، وقال: «إذا ظهر اسم جديد مرشحاً توافقياً، فإنه من الطبيعي أن مسيو سليمان لا يعود مرشحاً توافقياً»، مع التأكيد على أن هذا الأمر «يعود إلى اللبنانيين».
وعما يعوق تحقيق الانتخاب، رأى المسؤول الرفيع أن «الجميع مسؤول عن هذه الحال التي وصل إليها لبنان»، موضحاً عدم وجود نقاط معينة يمكن الإشارة إليها» قبل أن يضيف «إن هذا المرشح الذي كنا نملك انطباعاً بأنه يمكن أن يكون موضوع توافق الجميع، اكتشفنا أخيراً بأن الأمر أكثر تعقيداً وأن باريس قد توصلت إلى نتيجة مفادها أن مبادرة الجامعة العربية التي دعمها الجميع «سوريا وإيران، وكذلك نحن إلى جانب الاتحاد الأوروبي، باتت لا تكفي لانتخاب رئيس جديد وإجراء تعديل دستوري».
ولفت إلى أن «مشروع الجامعة العربية لا يذهب في الاتجاه الصحيح، بعكس ما كنا نظن في البدء». وأكد أنه إذا تبين أن «هذا الترشيح (سليمان) لا يسمح بحصول التغيير الدستوري، فيجب على اللبنانيين التفكير بما يفعلون».
وشدد كما غيره من المسؤولين، على أن فرنسا «تناشد كل القوى التي لديها تأثير على الساحة اللبنانية» العمل على تسهيل المخرج للأزمة اللبنانية.
ولكن، حسب مصادر متقاطعة، فإن باريس وصلت إلى نتيجة بأن «مسار الحل مقطوع اليوم»، إلا أنها لن تتحرك قبل إعلان موسى نتيجة مباحثاته في دمشق ومن ثم في بيروت.
مع الإشارة إلى أن الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية باسكال أندرياني دعت في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي إلى الانتظار حتى ٢١ من الشهر الجاري «لنعرف ماذا سيقول موسى».