الكسليك ــ جوانّا عازار
يمثّل التعليم الموسيقيّ العاليّ المتخصّص في جامعة الروح القدس في الكسليك، برنامجاً جديداً نسبيّاً، بدأ العمل به في سنة 2006. وهو «برنامج مدروس يبكر في الحديث عن إمكان تطويره أو تعديله لأنّه لا يزال في مرحلة المراقبة والاختبار، وهو يحتاج إلى بعض الوقت لتظهر نتائجه على الأرض، والتفكير بعدها في إمكان تعديله أو تطويره» حسب ما يؤكّد السكرتير الأكاديمي في كليّة الموسيقى في الجامعة جوزيف أبي رعد.
يتوجّه البرنامج إلى طلاب معهد الموسيقى الذين حصلوا على شهادة البكالوريا القسم الثاني أو ما يعادلها، والطلاب المتفوّقين الذين لديهم مستوى موسيقيّ معيّن. ويعطي المعهد إجازات في الموسيقى Musique، علم الموسيقى Musicologie، التعليم الموسيقيّ Education musicale والموسيقى المقدّسة Musique sacree. إضافة الى إمكان متابعة Maitrise ولاحقاً الدكتوراه التي تتطلّب تحضير رسالة معمّقة، ويصف أبي رعد هذه المرحلة بأنّها «ليست فقط أكاديميّة، بل هي أيضا تطبيقيّة لنظريّات معيّنة».
ويأتي هذا البرنامج للتشديد على رسالة كليّة الموسيقى التي أصبحت كليّة مستقلّة عام 1996 بعدما كانت تعرف بمعهد علم الموسيقى الذي تأسّس عام 1970. ولكونها مركزاً للتوثيق والأبحاث، تعمل على نشر ودراسة الوثائق الصوتيّة والمكتوبة العائدة الى علم الموسيقى، وتسعى إلى نشر الثقافة الموسيقيّة وعلم الموسيقى العامّ.
ويؤكّد أبي رعد أن عدد طلاب المعهد قليل نظراً إلى ما يتطلّبه من شروط متقدّمة خاصّة في مجال إتمام ثلاثة أرباع برنامج آلة موسيقيّة معيّنة أو برنامج الغناء، وهو أمر لا يتحقّق بسهولة. الطلاب في أغلبهم لبنانيون، فضلاً عن عدد من الطلاب الأجانب، خصوصاً أنّ التبادل قائم بين الجامعة وكلّ من معهد الموسيقى العالي في تونس وجامعة اليرموك في الأردن. كذلك فإنّ الأساتذة المشرفين على البرنامج هم في معظمهم لبنانيّون إلى جانب عن عدد قليل من الأساتذة الأجانب.
وتنشط الكليّة في مجال تسجيل وحفظ التراث الموسيقيّ اللبنانيّ والشرق أوسطيّ، حيث تحتضن مكتبة الكليّة الموسيقيّة مجموعات مهمّة من الغناء الفولكلوريّ والليتورجي اللبنانيّ، ومجموعات من الموسيقى العربيّة الكلاسيكيّة وأعمالاً لمؤلّفين لبنانييّن. كذلك تنظّم الكليّة الحفلات الموسيقيّة والمسابقات السنويّة منفردة أو بالتعاون مع مؤسّسات لبنانيّة وأجنبيّة، فيما تتطرّق أبحاث الطلاب إلى ميادين الموسيقى في لبنان والشرق الأوسط، الغناء الفولكلوريّ، تاريخ الموسيقى، النقد الموسيقيّ، الغناء السريانيّ والمارونيّ، الغناء الإسلامي، الغناء الأرمنيّ، والغناء البيزنطيّ.