صيدا ـ سوزان هاشم
«لأنّه يرفض أن يأتي إلى الحياة ويرحل عنها من دون أن يخطّ على صفحات تاريخها أنه عاش فيها»، إختار لبنان شيباني الجامعة اللبنانية في صيدا نقطة إنطلاق لتحقيق مشاريعه. الجامعة التي مكث فيها شيباني 8 سنوات، لا تزال فروعها مشرعة أمامه، ليتذوق إختصاصاتها علها تساعده في بناء وطن يحلم به، بعدما أسس فيها جمعية «الأصدقاء الجامعيين» الشبابية التي ولدت من رحم معاناتها.
«بيغيب الواحد كتير من الجامعة وبيرجع بشوفَك فيها»، بهذه العبارة ألقت زميلة شيباني التحية عليه. فشيباني (28 عاماً) تنقل بين كليات الجامعة من دون أن ينال شهادة واحدة من إحداها، مبرراً ذلك بـ«إنشغالي في العمل في الشوؤن الطلابية، وإنتسابي إلى كليات عدة». جذب هذا الصرح الذي يجمع أطياف المجتمع وألوانه شيباني الذي وجد فيه المكان الملائم للعمل الاجتماعي بعيداً من «المناطقية والطائفية»، واضعاً بذلك الحجر الأساس لبداية تحقيق مشاريعه الجامعية ليس أهمها «مكافحة البطالة بإنشاء معامل إنتاجية في القرى النائية إستثماراً لليد العاملة الشابة، إضافة إلى هموم الجامعة ومشاكلها (خلل في التجهيزات، عدم قدرة الطلاب على تأمين قسط الجامعة...)».
ويشير شيباني إلى أنّ إنغماسه بمعاناة الطلاب وهمومهم الجامعية أبعده عن قاعات المحاضرات، ما جعله يجول في ملاعب الجامعة من دون أن يعرّج إلى صفوفها، والتي وبحسب تعبيره «حضورها متل قلتو، والأساتذة بيسمعوا الدرس»، منتقداً المناهج التربوية في الجامعة التي لا تزال تقليدية ولا تواكب التطور.
وكان شيباني قد افتتح مسيرته الجامعية مع قسم اللغة الفرنسية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية الذي لم يرق له «لأنّو بدو متابعة كتير»، ثم انتقل إلى قسم العلوم السياسية والإدارية في كلية الحقوق، والذي يعده «منهل الثقافة العامة، وينبغي على كل طالب أن ينتسب إليه». يعوّل شيباني على العلوم السياسية في مستقبله المهني، لا سيما بعد نيل الدراسات العليا، في حال أنهى السنة الأخيرة من الإجازة هذا العام، بعدما مكث فيه طويلاً «بسبب تفرغي لاختصاصات أخرى»، فشيباني انتسب إلى اختصاص العلوم الاجتماعية، «المكمّل للعلوم السياسية والذي يساعده على الإنخراط في الأعمال الاجتماعية»، كما أنه يتابع أخيراً في قسم الجغرافيا «تحقيقاً لرغبة تراودني في اكتساب معلومات جغرافية ليس أكثر ولا أطمح للعمل في هذا الإختصاص».
ولأن تغيير المجتمع وإصلاحه يتطلبان فعالية في التأثير على الرأي العام، لذا فلا بدّ من دخول كلية الإعلام، وهذا ما يتطلع إليه شيباني، والطموح لا ينتهي لديه عند هذا الحدّ، ففكرة النيابة واردة لديه كطموح مستقبلي، تعبيداً للطريق أمام تحقيق مشاريعه التي تعنى بالشؤون الشبابية وإتاحة فرصة أمامهم لإبراز إبداعاتهم وإستثمار طاقاتهم الإنتاجية. ويسعى شيباني إلى الوصول إلى هذه الأهداف عبر جمعيته الإنسانية الشبابية، بعيداً عن الأحزاب السياسية التي يصف علاقته بها «إبعد عن الشر وغنيلو»، فهو وإن كان يميل في الماضي إلى حركة أمل، فقد بات اليوم بعيد كل البعد عنها، إذ يعدها «مقصّرة بحق الجامعة».
يقضي شيباني معظم أوقاته في الجامعة، ويعود في فترة ما بعد الظهر ليعمل في المطعم، حيث يؤمن مصاريفه وحاجاته. أما في الوقت المتبقي فيجلس متاملاً ليخط أبياتاً من الشعر وبعض الخواطر الشخصية.