strong> وفاء عواد
هل تنذر الخلافات العربية ـــ العربية بشأن الورقة اللبنانية بتصادم قد يطيح قمّة دمشق، أو يؤجّلها إلى موعد لاحق؟ وإلى أي مدى يمكن الشأن اللبناني أن يصبح موضع استثمار في هذا الإطار؟
كل المعلومات تشير إلى أن بعض الدول العربية بدأت بإجراء اتصالات هادئة من أجل الدعوة لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة، وبالتالي تأجيل موعدها الدوري المقرّر في دمشق في آذار المقبل، وذلك على خلفية «فشل جهود الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في إقناع القيادة السورية ببذل جهودها مع أطراف المعارضة اللبنانية لإنهاء الأزمة الرئاسية في لبنان»، لافتة إلى أن هذه الخطوة يجري الإعداد لإعلانها في الاجتماع المقرّر لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم 27 الجاري.
وإذا كانت المبادرة العربية لحلّ الأزمة الرئاسية قد طواها، أو يكاد، الإبهام في تفسير بعض بنودها، إلى حدّ وضعها في خانة «تبرئة الذمّة»، برعاية عربية، أكثر من إرساء أي دعامة من الدعامات المطلوبة لتحقيق المصالحة الوطنية، فإن ما جاء على لسان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رسم باختصار معالم الآتي، عبر ربط عقد قمّة دمشق بالتزام سوريا تفسيره هو للمبادرة.
وحيال إمكان أن يصبح الشأن اللبناني موضع استثمار في السماح بانعقاد قمّة دمشق أو عدمه، مما يعني إغراق الرئاسة «المعلّقة» في خضم الصراعات العربية ـــ العربية مجدّداً، كان لا بدّ من استطلاع آراء أعضاء لجنة الشؤون الخارجية النيابية، الذين فضّل عدد منهم عدم استشراف الآتي، لتعدّد الأسباب، بدءاً من وضع الأمر في خانة التنجيم، مروراً بـ«عدم إعداد دراسة عن الموضوع»، وصولاً إلى التقليل من أهمية ما يصدر عن اللجنة في التأثير على القرار العربي والتعاطي مع هذا الأمر من زاوية اللامبالاة، إلى حدّ جعل أحدهم يكتفي بالقول: «إن تفجّر الخلافات العربية بشأن الملف اللبناني ليس مفاجئاً. ونقطة على السطر».
وإذ يكتفي رئيس اللجنة النائب عبد اللطيف الزين بالقول: «الله يعين هالبلد، ويهدي الجميع»، لا يتردّد النائب بيار سرحال في إبداء تشاؤمه، فـ«انعقاد القمّة رهن بوجود حدّ أدنى من الحسّ العربي في هذا الزمن الرديء»، مرفقاً رأيه بالحسرة: «أين عبد الناصر والملك فيصل؟ لقد ذهبت القومية العربية أدراج مشاريع عرب الأميركان».
أما النائب أنطوان زهرا، فقد بدا متفائلاً بـ«حتمية» تجاوب سوريا مع المطالب العربية. فـ«القمّة العربية هي عباءة تُخلع على سوريا أو تُخلع عنها»، و«سوريا لا تزال بحاجة إلى هذه العباءة، ولن تضحّي بها لمصلحة علاقتها بإيران»، مرفقاً توقعاته بالأمل في «إعادة فتح أبواب المبادرة العربية قبل موعد انعقاد قمّة آذار».
من جهته، رأى النائب ناصر نصر الله أن الموضوع اللبناني «نتيجة للانقسام العربي، وليس سبباً»، مشيراً إلى أن المشكلة الأهم التي ولّدت التباين العربي الحاصل هي «الأخذ بالتوجّه الجديد القائل إن إيران هي العدو وليس إسرائيل»، مشدّداً على ضرورة التوصّل إلى «رؤية عربية واحدة للعناوين المتعدّدة المطروحة»، و«العودة إلى سياسة عبد الناصر في الحياد الإيجابي لا السلبي، في ما يتعلّق بالقضايا العربية». وتساءل: «ما الذي يمنع انعقاد قمّة دمشق، على أن يكون الملف اللبناني هو الأهمّ في جدول الأعمال؟»، ولا سيما أن «كل القمم العربية تتخذ دوماً الطابع الشكلي، ببيانات ختامية تكون معدّة سلفاً».