فداء عيتاني
مشين ألا نتمكن من القيام بأي مبادرة في سياق دعم الفلسطينيين المحاصرين في غزة، وما يزيد الأسى على وضعهم أننا أنفسنا عشنا هذا الواقع من الحصار تحت النار وبتجريدنا من أسباب الحياة خلال عام 1982، حين طوق الجيش الإسرائيلي عاصمتنا ودمرها فوق روؤسنا، ومثلهم لم نجد يومها من يمد يد العون لنا في حصارنا الطويل.
مخجل أن لا نتمكن من رفع الصوت، ومد العون وتخفيف الضغط عن شعب يُباد ونكتفي بتعداد ضحاياه. وما يزيد في خجلنا أن بعض سياسيينا يطالبون اليوم تحديداً بحصر قرار السلم والحرب في يد من يسعى ليل نهار للاستسلام المجاني للأميركيين تحت عنوان الواقعية السياسية. وإن قوى الاعتراض تغرق في بحر من المشكلات الداخلية.
الأكثر خجلاً أن من يطالب اليوم بتسلم زمام قرار السلم والحرب هم أنفسهم من امتطوا دبابات الاحتلال الإسرائيلي عام 1982 ووصلوا بها إلى السيطرة على كل البلاد وتكريس واقع التذابح الطائفي.