تكثّفت أمس حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، واتخذت منحى تصاعدياً مع إقدام مجموعة من الشباب المستقلين على تنظيم اعتصام مفاجئ أمام السفارة المصرية، دعوا إليه عبر رسائل الـ «اس أم أس» قبل دقائق من بدئه. وحمل المعتصمون لافتات منددة بالحوار وذلك احتجاجاً على الحصار. كما استمر تدفق البيانات الصحافية إضافة إلى عشرات الأنشطة، برز منها اعتصام للأطفال قرب مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت.وفي مخيمات عين الحلوة وشاتيلا وبرج البراجنة والجليل وبرج الشمالي والبداوي ووادي الزينة، نظمت القوى الفلسطينية لليوم الثالث على التوالي مسيرات واعتصامات دعت إلى فك الحصار عن غزة فوراً، وشدّدت على الوحدة الوطنية.
وشهدت مدينة صيدا (خالد الغربي) اجتماعين منفصلين دعا الى الأول رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد في المقر الرئيسي للتنظيم وحضره ممثلون عن القوى السياسية والمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية والفصائل الفلسطينية بمختلف تلويناتها وهياكلها وهيئات اقتصادية ونقابية وتربوية واجتماعية وثقافية، فيما كانت النائبة بهية الحريري تترأس في دارتها في مجدليون، في الوقت نفسه، اجتماعاً «طبق الأصل» للاجتماع الاول مع إضافة «مستقبلية» تمثلت في حضور جمعيات تدور في فلك تيار المستقبل.
وإذا كانت غاية الاجتماعين واحدة وكذلك طبيعة المشاركين، إلا أنه بدا أن لكل من الطرفين «أجندته» التضامنية الخاصة، وقد عبرا عنها في البيانين الصادرين عن الاجتماعين، إذ فيما دعا اجتماع «التنظيم» الى التظاهر، عبّر لقاء مجدليون عن القلق من «الحركة في الشارع حالياً لأن اختراقها سهل» على حد قول النائبة الحريري. وفيما دان الاجتماع «النظام الرسمي وأصدقاء أميركا الذين استقبلوا جورج بوش بحفاوة وأبرموا معه صفقات تسلح»، اكتفى الثاني بمناشدة الدول والشعوب العربية نصرة الشعب الفلسطيني مادياً ومعنوياً.
وأعلن رئيس اتحاد بلديات صيدا والزهراني الدكتور عبد الرحمن البزري في بيان له أنه «باشر الاتصال بعدد من البلديات العالمية والعربية التي تربطها بغزة علاقة أخوة وتوأمة، بهدف تنسيق تحرك دولي مشترك لدعم أهالي غزة وفك الحصار المفروض عليها من جانب قوات الاحتلال الصهيونية».
وبدعوة من «الجماعة الإسلامية» و«حركة حماس» أقيم أول من أمس اعتصام جماهيري بعد صلاة العشاء في مسجد الحسين في صيدا. وشارك في الاعتصام قاضي الشرع الشيخ احمد الزين ولفيف من العلماء، وتخللته كلمات لكل من عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ علي اليوسف ومسؤول مجلس الشورى في الجماعة الإسلامية الشيخ محمد عمار.
ودعت الجماعة إلى اعتصام اليوم أمام مقر السفارة المصرية في بيروت مقابل المدينة الرياضية عند الثالثة والنصف عصراً. كما دعت الجماعة وحركة حماس إلى عدد من الاعتصامات في الأيام المقبلة في ساحة الشهداء ومسجد أبو عبيدة ابن الجرّاح (تعمير عين الحلوة) ومسجد باب السرايا (صيدا القديمة).
وفي صور، نظمت «المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان» و«رياض أطفال» كل من روضة بيت الصمود، روضة الطفل السعيد، وروضة النجدة في مخيمات الجنوب، اعتصاماً للأطفال أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في صور تضامناً مع أطفال غزة، حيث سلّموا رئيس بعثة الصليب الأحمر مذكرة استنكرت العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
كما نظمت مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان وجمعية تكافل لرعاية الطفولة اعتصاماً أمام مقر اللجنة الدولية في الصليب الأحمر في الحمراء، وسلموا رئيس بعثة الصليب الأحمر في لبنان مذكرة مماثلة.
وفي الرشيدية (بهية العينين) انطلقت بعد ظهر أمس مسيرة شعبية من 9 مخيمات في الجنوب تقدمها اللواء سلطان أبو العينين وممثلو الفصائل الفلسطينية ورجال دين فلسطينيون ومئات النسوة والأطفال من المخيمات حيث ردّدوا هتافات معادية لإسرائيل وأميركا، وأخرى تطالب بتدخل عربي وإسلامي ودولي. ودعا أبو العينين حماس إلى «العودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية والوحدة الوطنية والتوقف عن انقلابها الدموي».
وفي طرابلس نظمت حركة «التوحيد الإسلامي» لقاءً تضامنياً تحت عنوان: «برغم المجازر والحصار لغير الله لن نركع»، في قاعة مجمع التوجيه في طرابلس، في حضور شخصيات سياسية ودينية، وتخللته كلمة لفيصل كرامي باسم الرئيس عمر كرامي، دعا فيها المشاركين إلى لقاء يعقد في قصر الرئيس عمر كرامي صباح الجمعة المقبل «لنتابع الاستنكار ولنظهر غضبنا».
إلى ذلك، صدرت عدة بيانات إدانة وشجب واستنكار عن كل من: الحزب الديموقراطي اللبناني، رئيس «الحركة الشعبية اللبنانية» النائب مصطفى علي حسين، «الرابطة الإسلامية السنية في لبنان»، قطاع التربية والتعليم في «تيار المستقبل»، اللقاء الإسلامي الوحدوي، جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا ولجنة حقوق المرأة اللبنانية.
(الأخبار)