ثائر غندور
«المبادرة العربيّة لم تمت بعد، لأن الجامعة العربيّة لم تعلن وفاتها»، انطلاقاً من هذا الأساس يجد اللقاء الوطني اللبناني أن أفق التفاوض لم يُقفل، وبالتالي فإن تحرّك المعارضة موضوع في الثلاجة في انتظار إعلان وفاة المبادرة، بحسب أحد أعضاء اللقاء، أو إلى أن «يقرر الفريق الحاكم ووراءه الأميركيون نقل لبنان إلى ضفّة الاستسلام، وهو أمر مستحيل بالنسبة إلينا». واستغرب اللقاء في بيانه النقاش بشأن تفسير المبادرة العربية «رغم وضوح النص»، مشيراً إلى أنه «يهدف إلى إجهاض أي حلّ وطني حقيقي يوفّر المشاركة الفعلية ووحدة اللبنانيين، تنفيذاً لمخطط أميركي»، ويضيف أن موسى أصبح طرفاً لبنانياً ولم يعد وسيطاً. ونقل نائب سابق عضو في اللقاء أن موسى كان قد ردّ على اقتراح الرئيس كرامي حكومة حياديّة بالقول: «هل هناك أحد حيادي في لبنان؟».
كذلك فإنّ هذا التجمّع المعارض العابر للطوائف، يرفض الحديث عن شكل تحرّك المعارضة، «ولن نعلن عن الموعد حتى يبدأ التحرّك». لكنّ أحد الأعضاء يقول: «في التحرير نواجه إسرائيل بالمقاومة العسكريّة، أمّا في التغيير، فنستخدم وسائل دستوريّة، ديموقراطيّة، سلميّة، مدنيّة وشعبيّة»، ويضيف أن شكل هذا التحرّك «سيكون حاسماً». ويؤكّد أحد المطّلعين على التفاصيل، أن لا تحرّك حتى السابع والعشرين من هذا الشهر، أي حتى اجتماع وزراء الخارجيّة العرب. وفي هذا الإطار، يراهن اللقاء الوطني على موقف قطر وعُمان إضافة الى السوريين بالنسبة إلى خلق التوازن داخل الاجتماع العربي.
وهنا، يبرز التمايز بين اللقاء الوطني ومعارضين آخرين، إذ يصف أحد المعارضين من خارج اللقاء تحرك المعارضة بـ«الخانق لا الحاسم».
وقد تميّز اجتماع اللقاء الوطني يوم أمس، باللهجة المباشرة المستخدمة في البيان، إذ دافع للمرّة الأولى عن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، واستنكر «أشد الاستنكار»، وسجّل «استغرابه لإطلالة رئيس جمهورية سابق (أمين الجميّل) للحديث عن «استئرافه» في كلامه عن سماحة الأمين العام لـ«حزب الله» عند إعلامه الرأي العام الإسرائيلي بشأن وجود أشلاء لجنود صهاينة».
واستغرب عدم «استئرافه» وإدانته لتهديد مجلس الوزراء الصهيوني باغتيال السيد حسن نصر الله، «على الأقل دفاعاً عن مواطن لبناني، إلا إذا كانت معايير المواطنية عند الرئيس المذكور قد أصبحت أصنافاً ذات معايير نوعية». كما دان ما يجري في غزة «من همجية غير جديدة على كيان اعتمد اللاإنسانية في كل ممارساته، متحصناً بتغطية من الإدارة الأميركية وتسليم عربي».
واستغرب المجتمعون «الدور الجديد الذي تلعبه المرجعيات الدينية بتقديم نفسها متاريس سياسية لخدمة محاور الصراع في لبنان، مما يجعلنا نطرح السؤال الكبير: هل المطلوب إسقاط وحدة لبنان؟».
وعزا عضو آخر في اللقاء سبب هذا التصعيد في لهجة البيان إلى «الأدبيّات التي سمعناها». ورأى أن رفض فريق السلطة إعطاء الثلث الضامن هو أنه لا يريد «إعطاءنا الثلث المعطّل لقرار التوطين ونزع سلاح المقاومة وضمان عدم تسييس المحكمة».