نعمت بدر الدين
هل تنقل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «إسكوا» مقرها من بيروت إلى عمان مجدداً؟ أم أن تسريب هذا الخبر يندرج في إطار الحملات السياسية؟
امتنع المكتب الإعلامي لـ«إسكوا» أول من أمس عن تأكيد أو نفي الخبر الذي أحدث إرباكاً في مؤسساتها،حتى عودة الأمين العام التنفيذي بدر الدفع إلى لبنان لشرح حقيقة الموقف وتدارك تداعياته. وقد قام الدفع بزيارة الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة وأكد أمس بعد لقائه وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ «أن «إسكوا» باقية في لبنان، وسنستمر في القيام بأعمالنا على أتم وجه»،مؤكداً الدعم الذي تلقاه «إسكوا» من مختلف مؤسسات الدولة.
مصادر دبلوماسية لبنانية قالت إن تسريب خبر الانتقال ليس صدفة، بل هو جزء من حملة سياسية استغلت الخبر للتهويل بتدويل الوضع في لبنان، بذريعة أن لبنان بلد هشّ يستدعي المساعدة الدولية، مشيرة إلى أن كل بلد يخضع لتقويم وضعه الأمني كل عام لدى الأمم المتحدة من أجل تحديد الاحتياطات المطلوبة وتعزيزها وطلب الدعم من البلد المضيف في حالة الضرورة، مؤكدة أن وزارة الخارجية لم تتبلغ رسالة أو اتصالاً من «إسكوا» في هذا الشأن، وهي الوزارة المعنية بالمتابعة مع المنظمات الدولية.
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر رسمية لبنانية التزام الحكومة توفير «جميع الترتيبات الأمنية»، مشيرة إلى أن الحديث عن مخاوف مبالغ فيه، وأن أمن الأجانب على الأراضي اللبنانية هو في أولويات الجميع في لبنان. وأضافت أن الحديث عن إمكان إلغاء الأونروا، هو مجرد كلام ولا وجود لأي قرار في هذا الصدد، وممثل الأمين العام غير بيدرسون كان قد طلب زهاء 51 وظيفة للأمم المتحدة في لبنان.
من جهتها أكدت مصادر مقربة من «إسكوا» أن الخبر لم تسربه المنظمة الدولية، وقد تم استخدامه في البازار السياسي لمصلحة فريق، مشيرة إلى أن «هناك من يريد استعمال مؤسسات الأمم المتحدة وسيلةً للضغط على الدولة»، مضيفةً أن قرار الانتقال لو اتخذ كان سيكون إشارة خطيرة إلى قلة الثقة الدولية بلبنان، كما أنه يرسل إشارات سلبية إلى قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفل». وانتقال المقر خسارة، لكون «إسكوا» هي حصة لبنان من منظمات الأمم المتحدة، ووجودها مهم على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، وإذا كانت الحجة الوضع الأمني، فلتنتقل إذاً كل مؤسسات الأمم المتحدة من لبنان... فضلاً عن أن «إسكوا» لطالما تحدثت عن إيجاد مقر جديد لها في لبنان موافق للمواصفات اللوجستية، بعدما تبين أنها غير قادرة على حمايته إذا تعرض لاعتداءات، والحديث طرح قبل اعتصام المعارضة بفترة طويلة، وتحميل الاعتصام المسؤولية يندرج في إطار الصراع الداخلي. وأكدت أن الأمم المتحدة تنقل مكاتبها من أي دولة عندما تشعر بوجود أخطار محدقة، «ونحن في بلد لديه حالة حرب دائمة مع إسرائيل، وليس فيه تقاتل داخلي، وتساءلت: «لماذا لم تنقل «إسكوا» مكاتبها من لبنان خلال حرب تموز لو كان في النيّة ذلك؟».