طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
تضاءلت على نحو كبير احتمالات التوصّل إلى توافق ما بين الأطراف السّياسيين والإسلاميين الفاعلين بهدف اختيار شخصية من لائحة المرشّحين الثمانية الباقين لمنصب مفتي طرابلس والشّمال، قبل موعد الجلسة المحدّدة للانتخاب يوم الأحد المقبل في 27 الجاري؛ وبات احتمال حصول معركة انتخابية أقرب إلى الواقع، بعدما أعلن الرئيس عمر كرامي دعمه وصول رئيس محكمة طرابلس الشّرعية الشيخ مالك الشعّار إلى سدّة الإفتاء، إثر عقده «تحالفاً انتخابياً» لهذه الغاية مع «الجماعة الإسلامية»، خلال اجتماع عقد أوّل من أمس في منزل كرامي في طرابلس.
عضو اللقاء الوطني الدكتور خلدون الشّريف، المقرّب من كرامي، قال إنّ «دعمنا ترشيح الشعّار ليس آنياً أو طارئاً، لأنّنا نرى أنّ المفتي يجب أن يكون لكلّ المسلمين، لا لفئة، وهو موقف نابع من إطار شرعي، على اعتبار أنّ الموقع الدّيني يجب أن يكون فوق السّياسة، وأن لا ينحدر صاحبه به إلى موقع التّابع».
وإذ أشار الشّريف إلى أنّ «الآراء كانت متطابقة» خلال اللقاء مع «الجماعة»، لفت إلى أنّ كرامي أكّد أمام سائر المرشحين الذين زاروه، «ضرورة أن يرتفع موقع المفتي فوق مواقع السّياسيين».
وفيما أحدث تحالف كرامي ـــــ الجماعة صدمة غير سارّة لدى الجهات المقابلة، التي سربت أوساطها قبل مدّة قبولها بالتوافق «شرط أنْ يكون لنا دور رئيسي فيه، وليس فرضه علينا»، وسط تلميحات عن أنّ إمام المسجد الحميدي المنفرد الشيخ وليد علوش هو مرشح تيّار المستقبل غير المعلن رسمياً بعد، أوضحت جهات إسلامية محايدة أنّ التحالف الجديد بين كرامي والجماعة «لا يحمل في طيّاته طابعاً سياسياً، ولكنّ السير مع تيار المستقبل في موضوع الإفتاء سوف ينعكس عليها سلباً، وهي التي عانت في السّنوات الأخيرة ولا تزال، تنافساً على ساحتها من قوى إسلامية سنّية أخرى تسعى إلى سحب البساط من تحتها، وأبرزها «جبهة العمل الإسلامي» و«التيّار السلفي» وحركة «التوحيد الإسلامي» وغيرها».
مسؤول الجماعة الإسلامية في الشّمال أحمد خالد قال إنّ «الأصل عندنا هو التوافق الذي نحن من دعاته، وقمنا لهذه الغاية بجولة على السّياسيين وطالبناهم بذلك»، إلا أنّ «الأجواء حتى الآن غير مشجعة للتوافق»، موضحاً أنّ «السّياسيين لا يزالون يعملون لعقد جلسة مشتركة بينهم لتأمين التوافق ولو بحدّه الأدنى، لكن ذلك لم يُترجم بعد، وخصوصاً بعدما حدّد الرئيس كرامي تحديداً واضحاً موقفه بدعم الشعّار».
وفيما أكّد خالد أنّ الشّعار «مقبول عندنا، ولا مشلكة لدينا في ذلك»، أشار إلى أنّه «أضفنا اسم الشيخ رشيد ميقاتي اسماً رديفاً لاختيار أحدهما للتوافق».
إلا أنّ خالد أشار إلى قيام الجماعة بـ«تشريح» لأعضاء الهيئة النّاخبة، و«خرجنا بعدها بخلاصة أنّنا قادرون من خلال الأصوات التي نملكها أن نحقّق ترجيحاً واضحاً في الانتخابات لمصلحة أحد المرشحين، وخصوصاً أنّ ما لا يقل عن 25 في المئة من النّاخبين الذين يبلغ عددهم 140 هم مستقلون، يليهم تراتبياً، مع تقارب كبير في النّسب المئوية، ناخبون مؤيدون لكلّ من: تيّار المستقبل، والجماعة الإسلامية، ونجيب ميقاتي وعمر كرامي ومحمّد الصفدي».