فداء عيتاني
رغم إصرار أوساط الأكثرية النيابية على أن ما حصل ليل الاثنين الثلثاء في بعض مناطق بيروت هو مجرد بروفة لقوى المعارضة استعداداً لتحركات قد تقوم بها، بات أنين الناس يستثير أكثر من مجرد فقاعات من التحركات العشوائية من نوع إحراق بضعة إطارات وإغلاق طريق أو اثنين.
ربما لا تصدّق الأكثرية أن أنين الناس ووجعهم من الوضع المعيشي يمكن أن ينفجر عشوائياً، وهي تعتقد أن عوامل انفجار 1992 كانت سياسية، وأن الفوضى في الشوارع كانت للإتيان برئيس حكومة ضد رئيس حكومة، ناسية أن لعبة المصارف والأموال أدت مجتمعة إلى حال من الإفقار سهلت التفجير، وأن وضع الشارع تطلب حكمة كبيرة لضبطه، وتضحية أكبر من رئيس الحكومة حينها الذي استقال، دون أن نأمل اليوم من رئيس الحكومة الحالية حكمة ولا تضحية مشابهة.
أنين الناس من واقع الإفقار ليس وقفاً على قوى المعارضة، ولا يمكنها وحدها الاستفادة منه، كما أن غياب آليات ترجمة هذا الوجع مطالب واضحة سيؤدي إلى انفجارات لا ترحم معارضة ولا موالاة.