رضوان مرتضى
إشعال إطارات، مستوعبات نفايات محترقة، تكسير زجاج ورمي حجارة على الجيش.. مشاهد تلخّص ما حصل أول من أمس في أعمال شغب بدأت في منطقة سليم سلام ـــ الضناوي، وانتهت بعد ساعتين من بدئها. لكن ما لم ينته، كان تخوّف البعض من تطور الأوضاع واحتمال أن يكون هذا التحرك تمهيداً لتطورات أوسع، وبالتالي تحميل قوى المعارضة مسؤولية تنظيم هذا التحرك، فأثار ذلك جوّا من التوتر والقلق لدى المواطنين. وما حصل يوم الاثنين، أعاد إلى الأذهان إمكان تدهور الوضع الأمني، ولا سيما من حيث توقيته الذي جاء عشية الذكرى السنوية الأولى لأحداث 23 كانون الثاني 2007، التي بدأت نتيجة إقدام قوى المعارضة على قطع بعض الطرق الرئيسية مطالبة بإسقاط الحكومة.
وما شهدته منطقة سليم سلام أول من أمس، بدأ حوالى الساعة السادسة مساء، عندما افتعلت مجموعة من الشبان أعمال شغب عبر إشعال الإطارات وتكسير الزجاج، ثم اصطدموا بالجيش الذي حاول منعهم من القيام بذلك، فانتقل الشبان إلى منطقة الضناوي، ما دفع دورية من الجيش إلى اللحاق بهم إلى ذلك المكان، إلا أن المجموعة التفت عبر طريق فرعي وعادت إلى سليم سلام. وقد استمرت عملية الكر والفر حوالى ساعتين، انتهت بتوقيف الجيش ثلاثة شبان، أحدهم يحمل سلاحاً غير مرخص، فيما أوقف الآخريَن للاشتباه بأنهما قاما بالاعتداء عليه عبر رميه بالحجارة. وكان الجيش قد نفذ بعض الدوريات وأقام الحواجز المتنقلة في المناطق المحيطة لتوقيف المشاركين في أعمال الشغب.
وذكر شاهد عيان لـ«الأخبار» أن الشباب الذين بدأوا شغب الاثنين، ولا يتعدى عددهم 20 شخصاً، استخدموا ذريعة انقطاع التيار الكهربائي، الذي استمر استثنائياً منذ ساعات الصباح، بهدف شد الانتباه إلى هذه المشكلة التي تعاني منها أغلبية المناطق اللبنانية. وأشار أحد سكان المنطقة، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن الحادث لم يكن منظّماً ولا خلفية سياسية له، لأن الشبان المشاركين، حسب زعمه، هم : «زعران المنطقة، لا شغلة ولا عملة».
يذكر أن الأيام الماضية شهدت سلسلة من الاحتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي في مناطق الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.